• مزمور نهاية السنة - منال حداد
مزمور نهاية السنة - منال حداد

قال المرنّم في القديم: "فاض قلبي بكلام صالح، متكلّمٌ أنا بإنشائي للملك"، وكذلك قال: "آمنتُ لذلك تكلّمت".

فإذا كان قلبي سيفيض كلامًا عن هذه السنة، واللسان سيتكلّم بإنشائه للملك، فماذا سيقولان؟

أأذكر مرضًا أو ضعفًا في الجسد؟ نعم أذكره بكلّ ما أتى من وَهَن في الجسم وضيق في النفس! لكنّه كان لكي أشيد بلمسةِ يدك الشافية، التي تلمس الجسد والروح فتشفي وترفع وتُطلق!

هل أذكر حُزنًا لفراق، ودموعًا ذُرِفَت على فقدان وألم؟ نعم أذكرها يومًا أو بضعةَ أيّام. لكنّ شهورًا من التعزية فيك كافية لأشهد عن حضنك يضمّني في أوجاعي ويحتوي بكائي، يومًا بعد يوم، لكي تكون تعزياتك في داخلي تلذّذُ نفسي.

هل أتذكّر تحدّيات ومصاعب وضعتني أمام الاختيار؟ بالطبع أتذكّر! فوقوفي أمام خيار التنازل والابتعاد كان أشدّ إغراء للنفس من الاستمرار والتعب. لكنّ يدك كانت هناك، كانت ممدودة لي، وكانت كلّ ما أحتاج لأتمسّكَ وأواصل وأثق أنك بعد إلى مجد تأخذني.

أأذكر ضيقًا أحاط بي وأنزلني إلى قاع وحضيض؟ أجل أذكر، لأعلن أنني اختبرت وجودك هناك، تأتي بقوّة، تأتي بحبٍّ لتبدّد الغيم فأراك واضحًا جليًّا، وتكون لي الصخرة التي تقيم رجليّ عليها فأبقى ثابتة.

فماذا أردّ لك من أجل كلّ حسناتك لي؟  وكيف أردّ وكلّ الأشياء لك ومنك؟! أقدّم لك أيّامي القادمة، الشهور التي سأعيشها، والسنوات التي ستعطيها لي. أعطيك فيها طاعتي، محبّتي، تكريسي وخضوعي. أنت هو الملك، وكما تملك على كل الأكوان أعلنكَ ملكًا على حياتي بكلِّ تفاصيلِها!

                                                                                                                                                                منال حدّاد.

 

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع