• تحديات الافواج المتعلمة في الكنائس بقلم: بطرس منصور

مع دخولنا لشهري آيار وحزيران من كل عام نشهد حفلات تخريج عديدة لطلابنا العرب عامة في الجامعات في البلاد وخارجها. ولا يشذ عن ذلك طلاب العائلات الانجيلية وهم ، كما المسيحيين ككل، يتميزون بالنسبة المرتفعة للحاصلين على الدرجات الاكاديمية العليا. ويشار اننا نشهد في السنين الاخيرة قفزة اضافية وبالذات بين الشابات.

ماذا سيكون تأثير ذلك على كنائسنا وهيئاتنا؟

فيما يلي بعض الاسئلة والملاحظات المطروحة التي من الضروري محاولة الاجابة او التطرق اليها وعدم تجاهلها:

1- هل كانت فترات دراسة الطلاب في الجامعات والتي كانت نتيجتها شهادات عليا،  سبب اثراء للحياة الروحية ام لافقارها؟

2- ما هو تأثير رابطة الطلاب المسيحيين على المحافظة، وبل على تقدُم، الحياة الروحية؟ وكيف يمكن للكنائس الانجيلية ان تدعم "الرابطة" بقوة اكثر وهي ذراع الكنائس في الجامعات؟

3- كيف يمكن منع تشكل فئات او حتى كنائس تتبلور على اساس مستوى التعليم، فتثير الاستقطاب المقيت بين اصحاب نفس الايمان؟

4--هل لدينا الوعي الكافي لدعم تعاون مهنيين اصحاب شهادات وتأهيل في مواضيع اكاديمية متقاربة او حتى متكاملة لاجل الخدمة، دون اثارة حساسية مع من هم خارج هذه الدوائر  المتعلمة؟

5- هل رعاة وقادة كنائسنا وهيئاتنا مواكبون للازدياد المطرد في اعداد المتعلمين وقد استعدوا لتقديم كلمة الانجيل لهم بعمق يناسب ويتحدى مقدراتهم العقلية المتطورة؟

6- هل هناك فرق في التوجه للخدمة والحياة الروحية بتأثير  مجالات التخصص الجامعية المختلفة؟ هل متخصصو مواضيع العلوم الاجتماعية مثلاً مختلفون عن العلوم الطبيعية او الهندسة نظراً لفروع المعرفة؟ والاهم، هل تتماشى هذه التوجهات مع ارسالية الكنيسة؟

7- هل كنائسنا وهيئاتنا على استعداد للتحدى الآتي قريبا لا محالة وهو المطالبة باشراك اكبر بكثير للنساء في الخدمة الكنسية، وبالذات بعد ان نجحت نساء الكنيسة في المجتمع والعمل ولكنهن اهملن لحد كبير في بيوتهن الروحية؟

8- هل كنائسنا وهيئاتنا على استعداد لتعديل طرق الادارة الكنسية بحيث تتميز بالمشاركة والمشاورة كما هو سائد في اماكن العمل وهيئات المجتمع؟

9- هل سنجد خريجي الجامعات اكثر ميلاً لتفعيل ايمانهم في المجتمع واكثر ميلاً للايمان بضرورة السعي في مواضيع العدل الاجتماعي كقسم من ارسالية الكنيسة؟

10- هل كليات اللاهوت التي تؤهل القادة والرعاة في بلادنا وخارجها تتقدم بنفس الوتيرة وتخرّج قادة مستقبل واعون وقادرون على سد احتياجات خريجي الجامعات؟

11- هل ستجد الكنيسة التوازن ما بين المشاركة التقليدية المباركة لكلمة الرب وبين مشاركات تتضمن توجهاً للعقل ومحاولات للاجابة عن تحديات الحياة الشائكة الرائجة (مثل الالحاد والمثلية مثلا)  وهي تحديات تقابل معها هؤلاء المتعلمون في جامعاتهم؟

12- هل من الممكن الاستفادة من طرق تفكير البحث العلمي التي نجح فيها بعض المؤمنين الانجيليين في الجامعات العلمانية لصالح بحث علمي او افكار تفيد الخدمة؟ اذا كان الجواب سلبي لهذا السؤال، فعندها لا بدّ من طرح السؤال حول امكانية التجسير او الطرق الممكنة لاعادة تشكيل ذلك المخزون العلمي والثقافي بشكل يبارك الكنيسة؟

13-هل هناك مكان لبلورة ثقافة انجيلية في مناحي الحياة الانجيلية خاصة تؤثر ايضا على المجتمع المسيحي ككل وهي حضارة وثقافة ذات مضامين انجيلية وكتابية يطوّرها من قضوا السنين في الجامعات؟ فمثلا وجود اساتذة ومحامون ومستشارون واطباء وغيرهم من المهنيين الانجيليين الذين يكوّنون اطر فاعلة تبارك العمل المجتمعي  ككل؟

بالمجمل، السؤال المطروح هو: هل سنجد الافواج المتخرجة قد اندمجت وباركت الكنائس بخدمتها ام انها ستشكل ثقلاً عليها؟

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع