• الإمتحان الصعب - مارتن كورش تمرس لولو
الإمتحان الصعب - مارتن كورش تمرس لولو

يا أبتاه ها أن الحطب حاضر على المذبح، لكن أين هو الخروف؟ لم يعلم إسحاق أنه هو الذبيحة. لم يعلم أن قلب أباه يتشقق وجعاً عليه. لم يعلم أنه قد قدم بقدميه الصغيرتين بنفسه ليرمز إلى حمل  الله (يسوع المسيح) لكي يكون الذبيحة. نظر إبراهيم نظرتين، الأولى أفقية إلى فلذة كبده إسحاق، وهو يقول في نفسه له‫:‬ يا بني أحبك لكني أحب الله الذي وهبك لي، أكثر منك‫.‬ والنظرة الثانية عمودية ملؤها الإيمان بالله، وفي قلبه يصلي واثقاً أن الله لن ينزع منه‫”‬ ضحكته‫”‬ وهو يرنم‫:‬

يا بني أنت الذبيحة             روحي من أجلك جريحة  

غدت قدمي كسيحة            نفسي في الحزن طريحة   

بابا لقد جمعت الحطب        هيا أشعل لأرى اللهب  

بابا بالذبيحة يفرح الرب      بابا لا تسكت. أجب

نظر إبراهيم بقلب حزين   صلى إلى الرب بتوسلٍ وأنين

يا رب أني لك مدين         إسحاق سيودعني بعد حين

هو وحيدي فلذة كبدي        يا الله قويني سأبقى وحدي

يا الله يا مُحب يا سرمدي    تبقى بعده دمعتي على خدي

بابا لماذا لا تستعجل؟    الحطب تنتظر النار حتى تشتعل

بابا أرجوك لا تؤجل      أريد أن أرى الخروف أو الحمل

حمل إبراهيم أسحاق        دخل كلاهما في عناق

قُبَلٌ مع نيران الإشتياق     بينما إبراهيم يترقب الفراق

بابا لماذا على المذبح تضعني؟   بابا أرجوك لا تذبحني

أنا إسحاق! هل نسيتني؟   بابا إلى حضنك ضمني

بابا لا تذبحني بالسكين    هل نسيت مَن أكون؟

أنا لك نور العيون         ولأمي ‫“‬ضحكة‫”‬ كل حين

أن لم أعد إلى البيت معك   أكيد أمي ستغضب منك

ستقول لك‫:‬ أين إبنك؟        لماذا لم تجلب إسحاق معك؟

الرب أعطاني ضحكة لماما.   فرحةٌ وسعادة وسلامة بابا

علامة السكين علامة؟  لا تحرم أمي من الإبتسامة

بابا لا ترفع عليَّ السكين        بابا أنا طفلٌ مسكين

بابا أخاف من السكين      بابا ضمني في حدقة العين

 يا بابا أنا إبن الموعد     أرمز إلى المسيح سيد المجد

به الناس تسعد            على أسمه غداً سنرقد

بابا رجاءً لا تذبحني      منك ومن أمي لا تحرمني

الله لكما ضحكة وهبني    يا الله أنقذني أنقذني

 

“فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ! إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا”تكوين٢٢‫:‬١١

 

نظر إبراهيم إلى السماء    في قلبه شكر ورجاء فرحٌ

في كل الأرجاء       الرب قرر وشاء

يا رب يا حنان        بك قلبي فرحان  

كان هذا إمتحان     أرجوك قوِّي فيَّ الإيمان

 

حمل إبراهيم إسحاق على كتفه عائداً به إلى الديار، كلاهما فرحان وسعيد فقال الإبن لأبيه‫:‬ بابا رنم لي كما فعلت قبل قليل‫:‬

 

أجاب الأب وقال لإبنه‫:‬ بل دعنا نرنم سوية للرب‫:‬

يومنا يوم جديد             فيه ميلاد وعيد

إبن الموعد بالرب سعيد   إسحاق إبني الوحيد

 

ما أن وصلا إلى الديار حتى رأتهما سارة، هرعت وحضنت إبنها لتسأل إبراهيم‫:‬ قلبي أوجعني على وحيدي‫!‬ هل صدمت رجله بحجر‫(متى٤: ٦)‬؟

نظر  واحدهما في وجه الآخر ثم إبتسما ليقول الإبن لهما وهو يحتضنهما بكلتا يديه‫:‬ بابا‫.‬ ماما‫.‬ أحبكما‫.‬ حضناه بحنان ليكمل قائلاً لهما‫:‬ لكني أحب أبي الذي في السماء أكثر منكما‫.‬ اذا بالوالدين يفصحان بصوت واحدٍ‫:‬ هللويا هللويا هللويا يا رب

 

مارتن كورش تمرس لولو - طالب كلية بيت لحم للكتاب المقدس

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع