• مراجعة لكتاب المسيحية الصهيونية لكولن تشابمن - بقلم: شكري حبيبي
مراجعة لكتاب المسيحية الصهيونية لكولن تشابمن - بقلم: شكري حبيبي

يسرني أن أقدم ملخّصاً قصيرا لكتاب: «المسيحية الصهيونية واعادة اسرائيل، كيف يجب أن نفسّر الكتاب المقدس» لكولن تشابمن.

ان هدف هذا الكتاب بشكل عام، هو أن يبرهن بالأدلة الكتابية، أن إقامة دولة اسرائيل في القرن الماضي لا علاقة له البتة بنبوءات العهد القديم.

يُقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام:

١- المسيحية الصهيونية، ما هي أهم التساؤلات. يؤكد المؤلف في هذا القسم على أن المسيح أراد من تلاميذه أن يفهموا أن ملكوت الله لا يقتصر على شعب معين أو حتى أرض معينة، لكنه يتضمن أناسا من كل أمة، ويشمل العالم أجمع.

وأكد الرسول بولس أن المؤمنين بالمسيح من الأمم قد اندمجوا أو اتحدوا في اسرائيل. فهم الزيتونة البريّة التي طُعمت في الزيتونة الأصلية.

وأن تلاميذ المسيح قد اعتبروا أن المؤمنين من الأمم يشاركون اسرائيل في كل امتيازات شعب الله. وأن مفهوم الأرض توسع عندهم ليشمل الأرض كلها، في سياق مجيء ملكوت الله. ولا يوجد أي تبرير للمسيحي اليوم أن يخلط بين اسرائيل الكتاب المقدس ودولة اسرائيل المعاصرة.

٢- إعادة أو احياء اسرائيل بحسب نبوءات حزقيال، وهل لها أية علاقة بإنشاء دولة اسرائيل المعاصرة. ان رسالة النبي حزقيال هي أن الله لم يسقط عهده، فسيأتي يوم يعيد فيه الشعب من السبي، ويقيم عليه الراعي الملك، الذي سيعيد لهم مكانة الهيكل. وبيّن أن المسيح هو الراعي الصالح، الذي وصف جسده بالهيكل، وهو الينبوع الحي، فهو تمّم ما وصفه حزقيال بالمستقبل البهيج، وأن الله سيسكن في وسط شعبه. فإذا كانت نبوءة حزقيال عن العظام اليابسة قد تمّت بالمجيء الأول بعودة شعب اسرائيل من السبي، وثم بتجسد المسيح، وموته وقيامته كملك، فمن الصعب علينا أن نجعل هذه النبوءة تُستخدم أيضا لكي تشير الى عودة اليهود في عصرنا الحالي.

٣- رؤى النبي زكريا، فهل تشير الى نهاية الأيام أم أنها تلمّح الى مجيء المسيح؟

يتحدث النبي زكريا عن ذلك اليوم عدة مرات، وخاصة عندما تُرفع الخطية. ووصف المسيح بالغصن، والملك الذي يدخل أورشليم راكبا على أتان، وسيأتي بالسلام لجميع الأمم.

وأشار الى المسيح بالراعي المتألم الذي يموت نيابة عن أحبائه. وتحدث عن الماء الذي سيفيض من الهيكل، ومجيء الأمم للعبادة في أورشليم، وتأسيس الله للملكوت الذي سيملأ الأرض كلها. وهذا كله قد تمّ بإعلان ملكوت الله بمجيء المسيح.

ولقد تحدث المسيح أن الأمم سيأتون من المشارق والمغارب ويجلسون في ملكوت الله. ان رؤى زكريا قد تمّت بالمجيء الأول للمسيح، وقدّم لنا زكريا لمحة عن انتصار المسيح بموته وقيامته في أورشليم.

ويختم المؤلف بنتيجة هامة: أنه يجب أن نضع أنفسنا مكان أولئك الذين استمعوا لنبوءات حزقيال وزكريا، وكيف فهموا هذه النبوءات. وعلينا أن نعود الى المسيح وكيف فسّر لتلاميذه تلك النبوءات، عندما قال لهم: «أنه لا بدّ أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في جميع الكتب». (لوقا٢٧:٢٤، ٤٤).

وفي الختام أقول: لقد نجح كولن تشابمن بفك العديد من الرموز والألغاز النبوية التي حيّرت الكثيرين، وكشف القناع عن الحقائق التي تشير إليها، وخاصة في سفري حزقيال وزكريا. ارجو ان لا يعفينا هذا الملخّص من عدم شراء الكتاب بل على العكس أن يشجّعنا على قراءته.

 

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع