• كورونا بين السلاح وبين علامة المجيء! بقلم/ مارتن كورش تمرس لولو

تعريف الفايروس: أو حُمَة، باللاتينية(Virus)  في اليونانية :"ذيفان" أي "سم" هو عامل ممرض غير مرئي، يتكاثر داخل خلايا كائن حي آخر. ممكن مشاهدته بالمجهر الضوئي. ([i]

تأريخه: أول إكتشاف كان لفيروس تبرقش التبغ من قبل مارتينوس بيجيرينك عام 1898.([ii] أما أول ظهوره كان قبل عدة سنين في المملكة السعودية. نشرت على مواقع الإنترنت في 2014 مقالة بعنوان ( شتان ما بين الكورونا والكرونا!) [iii] ها أنا اليوم أعود وأكتب عن نفس الوباء، لكنه بشكل آخر أرعبَ الناس.

يقف كورونا اليوم أمام رأيين، الأول: إدعاء الرأي العام الداخل في خصام مع بعضه، أن دولة عظمى قد صنعت فايروس كورونا وزرقته في جو الكرة الأرضية حتى دخل وإستوطن في الصين وإنتقل إلى إيطاليا/ فرنسا أوربا مرورًا بإيران، فأوقع ضحايا بالمئات. لو تم التسليم جدلًا بهذا الإدعاء، فإنه لا يخفى على المؤمن بالرب أن الله قد سمح به لكي ندخل تجربة (هَا نَحْنُ نُطَوِّبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ.)"يعقوب5: 11".

نجد وفق نظرة الدين المسيحي (لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا،)"متى7: 1" ما يخالف الأراء التي تتهم دولًا في صناعة ونشر وباء ما سواء أكان الإتهام على صواب أو خالٍ من الصحة. نحن نثق أنه لا يقع حدث على الأرض فيه البشر طرف، إلا بعلم الله الذي (لأنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ.)"متى24: 7" يسمح أن نُصاب ونعاني الأوجاع (وَمَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ.)"لوقا21: 11" لأن الله يريدنا أن ننال أكليل الشهادة بالإيمان (وَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ: حَتَّى مَتَى أَيُّهَا السَّيِّدُ الْقُدُّوسُ وَالْحَقُّ، لاَ تَقْضِي وَتَنْتَقِمُ لِدِمَائِنَا مِنَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ؟)"رؤيا6: 10" كأنه يُجيبهم: "دعوا إخوتكم ينالون أكاليل الشهادة."[iv] نتعلم من هذه أن الله يعرف بما يحدث لنا على الأرض لكننا لا نريد أن نعرف أن الله يقدر أن يحمينا. نقدر أن نفهم مدى حب الله لنا من خلال ثقتنا بيسوع المسيح، الذي دفع ثمن خطايانا لكي ندخل الملكوت، لكننا أنانيين. لله أوقاته، لكننا نريده حسب أوقاتنا.

إذن حسب نظرة الكتاب المقدس، بأن أوبئة ستحدث. ليس لأن الله ضد البشر بل لأن البشر مع الخطية. أن الله أحبنا فصالحنا بإبنه على الصليب (لِأنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.)"يوحنا3: 16". لا شكَّ في محبة الله للبشر، من يشكُّ فهو الخاسر للبركة الإلهية المتأتية لاحقًا في وقتٍ محدد من الله. علينا أن نعرف عن كثب محبة الله لنا (وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ.)"أفسس3: 9" إن الله لا يريدنا أن نتمسك بالأرض التي لبستها الخطيئة بل أن نرفع أنظارنا إلى الملكوت الذي سيتحقق بمجيء الرب ثانية (وَحِينَئِذٍ يُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي سَحَابٍ بِقُوَّةٍ كَثِيرَةٍ وَمَجْدٍ،)"مرقس13: 26".

ليست الكوارث إلا جرس إنذار لنا نحن الخطاة، ليست عقوبة بل تأديب من الله للبشر دون أن تنفي محبة الله ولا عدله ولا رحمته. إن الله يسمح أن نعاني الألم والوجع لأن كل من آمن بالرب يسوع هو في شركة روحية لا ينجو من الألم والإضطهاد. (هل ننسى أن هناك أوبئة روحية نعيشها كل يوم؟)[v] كالزنى وتجارة الدعارة والمخدرات. إذن لنكن مع الرأي الذي بينه لنا الكتاب المقدس. لماذا؟ لأننا:

نثق بالرب ونؤمن به.
نصلي.
نرنم في البيت كما نرنم في الكنائس (وَمُرَنِّمِ إِسْرَائِيلَ الْحُلْوِ،)"2صموئيل23: 1"
نتقوى بالرب ونتكاتف مع بعضنا البعض (صَخْرَةُ قُوَّتِي مُحْتَمَايَ فِي اللهِ.)"سفر المزامير 62: 7".
لن نخاف (مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟)"سفر المزامير27: 1" أن الخوف يضعف إيماننا فنسقط بشوكته قبل أن يداهمنا الوباء، لا سمح الله. كسر الرب شوكة الموت على الصليب. نهاية الموت هي نومٌ على رجاء القيامة.
لا نبكي على أمجاد أرضية زائلة، بل نتطلع إلى الملكوت.(بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، قَالَ الْجَامِعَةُ: بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، الْكُلُّ بَاطِلٌ.) "سفر الجامعة1: 2" (أمام الإعصار "الوباء" المدمر لا فرق بين الغني والفقير وبين القوي والضعيف.)[vi]
لا نلقي باللوم على الله قائلين: بل نطلب قائلين: يا رب إقبلنا في ملكوتك.
نفتح الكتاب المقدس ونقرأ. نبتعد عن سماع كل الأخبار التي تُهبط من ثقتنا بالله.

هيا يا أخي في الرب نطرق باب السماء من أجل أن يوقف الرب هذا الوباء.. نصلي من أجل أن يأتي الرب مسرعًا لخلاصنا.. نصلي من أجل كل البشر لأن الله هو رب الكل. نصلي أن يرسل الله سحبًا تمطر لمسة شفاء ولمسة روح حتى ننال الشفاء (لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ.)"متى5: 45" آمين

دعونا نؤمن أننا نعيش زمن العلامات التي تشير إلى المجيء الثاني للرب يسوع المسيح. بهذا الإيمان لن نخشى وباءًا، زلزالًا أو حروبًا أو...

بقلم/ مارتن كورش تمرس لولو

الطالب في كلية بيت لحم للكتاب المقدس

 

[i][i] https://ar.wikipedia.org/wiki

[ii] https://ar.wikipedia.org/wiki

[iii] http://www.tellskuf.com/index.php/authors/301-martin/38512-2014-05-15-19-50-56.html

[iv] الأب داود لمعي

[v] الاب داود لمعي: https://www.youtube.com/watch?v=jb10eLmW56E

[vi] نص محاضرة البروفيسور: يوحنا كتناشو/ طلبة كلية بيت لحم للكتاب المقدس/ مساق أسفار الحكمة

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع