• لماذا لا يكون يسوع أولًا؟ - المحامي: مارتن كورش تمرس لولو
لماذا لا يكون يسوع أولًا؟ - المحامي: مارتن كورش تمرس لولو

دعونا نعيش ونحن نسمع بآذان الإيمان أصوات نجدة تلاميذ المسيح وهم على متن قارب صيد الأسماك وقد بدأ البحر هيجانه لاطمًا بأمواجه قاربهم. نسي التلاميذ معلمهم تاركين إياه جالسا في نهاية القارب، ولما حام الخطر من حول قاربهم تذكروه فصرخوا خائفين طالبين نجدته: "وَكَانَ هُوَ فِي الْمُؤَخَّرِ عَلَى وِسَادَةٍ نَائِمًا. فَأَيْقَظُوهُ وَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟"(مرقس 4: 38).

معظمنا يفهم هذه القصة فالقارب بالنسبة لنا هو الحياة التي نعيشها، لذلك يجب أن لا يكون يسوع في حياتنا هو آخر من نفكر به، علينا كأب وأم أن نجعل من يسوع المسيح يجلس على أول مقعد في قارب حياتنا بل نسلمه زمام أمورها فيكون هو الربان "كابتن" لقارب حياتنا كي يُنجينا من كل أمواج بحر الضيقات. إن كنا نقدر كذلك، لكن كيف نقدر أن نجعله كذلك في حياة أبنائنا؟ وهم ينمون في زمن نعمته ويزدادون قامة في قداسته ونحن نراهم يذهبون كل صباح إلى المدرسة أو ونحن نمسك بأياديهم نسير بهم إلى الكنيسة. لكن الذي نراه ونعيشه أن معظمنا نحن أولياء الأمور لا نسمح ليسوع المسيح أن يقود قارب حياة فلذات أكبادنا! كيف يكون هذا يا ترى؟ نعم يحدث دون أن نعلم، يحدث هذا من خلال تعاملاتنا اليومية مع أولادنا، تسمع الواحد منا منذ أول يوم فيه نضع أقدام فلذات أكبادنا على طريق المدرسة نشجعهم نحثهم نُحفزهم... ونحن نسألهم: ماذا تريد أن تكون يا بني في المستقبل؟ طبيبا/ محاميا، مهندسا، معلما...؟ فإذا كان الأب محاميا سعى كي يتخرج ابنه/ ابنته في المستقبل محاميا، أما إذا كانت الأم طبيبة تمنت أن يتخرج ابنها/ ابنتها طبيبة. نعم نحثهم على أن يحبوا يسوع المسيح لكننا لا نترجم لهم هذا الحب، مثلا لا نسألهم أن يكون الواحد منهم كاهنا، قسيسا، شماسا، مرنما أو خادما في الكنيسة. بل لم نفكر يوما أن نسألهم: هل يا ابني/ ابنتي اسأل بابا يسوع أن يكون معك في مرحلتك الدراسية؟ عليك يا ابني/ ابنتي أن تصلي قبل أن تخرج ذاهبا إلى المدرسة وقبل المذاكرة وعمل الواجبات البيتية وأداء الاختبار. عليكَ/ عليكِ يا ابني/ ابنتي أن تؤمن أن وجود يسوع المسيح في حياتك لن تجد صعوبة في دراستك. يا ابني/ ابنتي اجعل يسوع المسيح الأول في حياتك. يا ابني/ ابنتي اِعلم أن يسوع المسيح هو المعلم الأعظم من كل معلم في أية مدرسة على الأرض. عليكَ/ عليكِ أن تقول ليسوع المسيح: أنت بابا السماوي الذي أحبني لذلك أدعوك أن تتسيد على حياتي أن تقودني في مشوار حياتي الدراسية حتى أكون ما أنت تريده لي وليس ما أنا أريده لنفسي، كيف لا أدعوك وأنت القائل عنا نحن الصغار: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ». (متى 19: 14).

ليس على الأب أو الأم من بيننا سوى أن نعلم فلذات أكبادنا الصلاة الربانية مع طلبة على سبيل المثال كي يرددها الواحد منهم في قلبه مغمضا عينيه: أريد منك يا بابا يسوع أن تكون أنت معلمي، أرشدني في مشوار حياتي كي تختار لي ماذا سأكون في المستقبل. آمين

المحامي: مارتن كورش تمرس لولو

 

 

 

 

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع