
مُقَدِمةٌ
سَأَشْرَحُ مَفْهُومَ الاخْتِطَافِ السِّرِّيِّ، مُبْـرِزًا إِيمَانَ مُعْتَنِقِي ومُعْتَنِقاتِ الاخْتِطَافِ السِّرِّيِّ وَمَرَاجِعَهُمُ الكِتَابِيَّةَ الَّتِي يَسْتَنِدُونَ عَلَيْهَا وَالْمُخَطَّطَ الزَّمَنِيَّ الَّذِي يَتَوَقَّعُونَهُ. وَسَأَحْصُرُ النِّقَاشَ فِي مَرَاجِعَ قليلةٍ رَغْمَ إِصْرَارِ عددٍ كبيرٍ مِن مُعْتَنِقِي ومُعْتَنِقاتِ الاخْتِطَافِ السِّرِّيِّ عَلَى تَوْسِيعِ النِّقَاشِ واقتباسِ مئاتِ الآياتِ دونَ التَّدقيقِ في سِياقِها. فهذا المنحى جزءٌ مِنْ استراتيجِيتهم في بناءِ المعتقداتِ. للأسفِ، يفتقرُ هذا التَّوَجُه إلى العمقِ المطلوبِ في دراسةِ النصوصِ كما سَأُظهِرُ لاحقاً. سَأُنَاقِشُ عِدَّةَ نُصُوصٍ وَأَتْرُكُ النَّصَّيْنِ الأَخِيرَيْنِ لِعِظَةٍ أُخْرَى. العِظَةُ الأُولَى تُرَكِّزُ عَلَى سُوءِ اسْتِخْدَامِ النُّصُوصِ بَيْنَمَا تُظْهِرُ الْعِظَةُ الثَّانِيَةُ سُوءَ تَفْسِيرِ النُّصُوصِ الَّتي تَرتَبِطُ بالاخِتِطافِ. لَا شَكَّ أَنَّ النُّصُوصَ الْمَدْرُوسَةَ سَتُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْهَمَ كَلِمَةَ اللهِ وَنَعِيشَهَا كَمَا يَحِقُّ لِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ. فَدَعُونَا نَبْدَأُ مَعًا بِشَرْحِ مَفْهُومِ الاخْتِطَافِ السِّرِّيِّ.
شَرحُ عَقِيدَةِ الاخْتِطَافِ السِّرِّيّ المَزْعُومِ
الاخْتِطَافُ السِّرِّيُّ اعْتِقَادٌ شَائِعٌ يَرْتَبِطُ بِاخْتِفَاءِ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْأَرْضِ حِينَ يَأْتِي الْمَسِيحُ سِرًّا وَلَيْسَ عَلَنًا وَيَلْتَقِي مَعَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْهَوَاءِ. فَهَلْ حَقًّا يُوجَدُ مَجِيءٌ سِرِّيٌّ لِلْمَسِيحِ فِي الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ؟ وَمَا الْأَدِلَّةُ الْكِتَابِيَّةُ الَّتِي تَدْعَمُ عَقِيدَةَ الاخْتِطَافِ السِّرِّيِّ؟ مَا مَوْقِعُ الاخْتِطَافِ السِّرِّيِّ فِي الْخَارِطَةِ اللَّاهُوتِيَّةِ الَّتِي انْتَشَرَتْ بِالْكُتُبِ وَالْأَفْلَامِ وَالْعِظَاتِ الشَّعْبِيَّةِ؟ مَا هِيَ التَّعَالِيمُ الْمُرْتَبِطَةُ بِهِ وَالَّتِي سَهَّلَتِ انْتِشَارَ مَا يُعْرَفُ بِالْمَسِيحِيَّةِ الصِّهْيَوْنِيَّةِ وَالْمُنَادَاةَ بِأَنَّ دَوْلَةَ إِسْرَائِيلَ الْحَالِيَّةِ تَحْقِيقٌ لِلنُّبُوَّاتِ الْمَذْكُورَةِ فِي الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ؟ [1] سَنَشْرَحُ إِيمَانَ مُعْتَنِقِي ومُعْتَنِقاتِ الاخْتِطَافِ السِّرِّيِّ وَسَنُبْرِزُ الْمَرَاجِعَ الْكِتَابِيَّةَ الَّتِي يَعْتَمِدُونَ عَلَيْهَا وَنَفْحَصُهَا تَحْتَ الْمِجْهَرِ اللَّاهُوتِيِّ فِي ضَوْءِ كَلِمَةِ اللهِ وَقِيَمِ الْمَلَكُوتِ. وَمِنَ الضَّرُورِيِّ التَّنْوِيهِ أَنَّهُ رَغْمَ اخْتِلَافِي الْوَاضِحِ مَعَ مُعْتَنِقِي ومُعْتَنِقاتِ الِاخْتِطَافِ السِّرِّيِّ إِلَّا أَنَّنِي لَا أُوَافِقُ مَعَ الَّذِينَ يَمِيلُونَ إِلَى تَكْفِيرِهِمْ أَوْ إِلَى وَصْفِهِمْ بِبِدْعَةٍ. نَحْنُ نَتَحَدَّثُ عَنْ اخْتِلَافٍ مُهِمٍّ لَكِنَّهُ اخْتِلَافٌ بَيْنَ إِخْوَةٍ وَأَخَوَاتٍ فِي الْمَسِيحِ. وَهُوَ اخْتِلَافٌ يُؤَثِّرُ بِشَكْلٍ كَبِيرٍ عَلَى الشَّعْبِ الْفِلَسْطِينِيِّ وَلِهَذَا مِنَ الْمُهِمِّ الْحَدِيثُ عَنْهُ فِي ضَوْءِ مَرْكَزِيَّةِ السَّيِّدِ الْمَسِيحِ وَأَخْلَاقِيَّاتِ الْمَلَكُوتِ.
يُؤْمِنُ بَعْضُ الْمَسِيحِيِّينَ أَنَّ الْمَسِيحَ سَيَأْتِي فِي مَرْحَلَتَيْنِ أَوْ رُبَمَا نَقُولُ أَنَّهُ سَيَأْتِي فِي مَجِيئَيْنِ: مَجِيئُهُ مِنْ أَجْلِ القِدِّيسِينَ ثُمَّ مَجِيئُهُ مَعَ الْقِدِّيسِينَ لِيُحَارِبَ أَعْدَاءَهُ. [2] تَكُونُ الْمَرْحَلَةُ الْأُولَى فِي الْهَوَاءِ أَوِ السَّحَابِ وَتَكُونُ سِرِّيَّةً بَيْنَمَا تَكُونُ الْمَرْحَلَةُ الثَّانِيَةُ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ وَتَكُونُ عَلَنِيَّةً. [3]
مَجِيئُهُ مِنْ أَجْلِ الْقِدِّيسِينَ |
مَجِيئُهُ مَعَ الْقِدِّيسِينَ |
سِرِّيٌّ فِي السَّحَابِ |
عَلَنِيٌّ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ |
تَرْتَبِطُ هَذِهِ الْعَقِيدَةُ، عَقِيدَةُ الاخْتِطَافِ السِّرِّيِّ، بِالْمُخَطَّطِ الزَّمَنِيِّ التَّالِي: يَأْتِي الْمَسِيحُ مِنْ أَجْلِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْكَنِيسَةِ وَيَحْصُلُ الاخْتِطَافُ السِّرِّيُّ. يَبْقَى الْيَهُودُ عَلَى الْأَرْضِ وَيَمُرُّونَ فِي الضِّيقَةِ الْعَظِيمَةِ وَهِيَ فَتْرَةٌ مُدَّتُهَا سَبْعُ سَنَوَاتٍ يَكُونُ فِيهَا هَيْكَلُ أُورُشَلِيمَ قَائِمًا وَيَظْهَرُ فِيهَا ضِدُّ الْمَسِيحِ وَبَعْدَ مُرُورِ السَّنَوَاتِ السَّبْعِ وَانْتِهَاءِ مَعْرَكَةِ هَرْمَجَدُّونَ (رُؤْيَا 16: 16) يَأْتِي الْمَسِيحُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيَحْكُمَ مِنْ هُنَاكَ أَلْفَ سَنَةٍ حَرفيَّاً (رُؤْيَا 20) وَيَمْلِكُ مَعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ خِلَالَ فَتْرَةِ الضِّيقَةِ وَتَتَحَقَّقُ وُعُودُ اللهِ لِإِسْرَائِيلَ الْإِثْنِيّ بِشَكْلٍ حَرْفِيٍّ إِذْ يَكُونُ الْهَيْكَلُ مَوْجُودًا وَتَمْتَدُّ حُدُودُ إِسْرَائِيلَ مِنَ النِّيلِ إِلَى الْفُرَاتِ ضِمْنَ الْمَمْلَكَةِ الْأَلْفِيَّةِ. [4] يَتَكَاثَرُ أَوْلَادُ الَّذِينَ دَخَلُوا الْحُكْمَ الْأَلْفِيَّ بِأَجْسَادٍ طَبِيعِيَّةٍ ثُمَّ يَسْعَوْنَ إِلَى مُحَارَبَةِ أُورُشَلِيمَ الْأَرْضِيَّةِ. فَتَحْصُلُ مَعْرَكَةُ "جُوج وَمَاجُوج" بَعْدَ الْحُكْمِ الْأَلْفِيِّ وَقَبْلَ نِهَايَةِ الْعَالَمِ وَمَجِيءِ الْأَرْضِ الْجَدِيدَةِ وَالسَّمَاءِ الْجَدِيدَةِ (رُؤْيَا 20: 8؛ 21: 1). وَنُلَخِّصُ هَذِهِ الْمَعْلُومَاتِ بِالْمُخَطَّطِ التَّالِي:
عَصْرُ الْكَنِيسَةِ |
الاخْتِطَافُ أَوْ الْمَجِيءُ الثَّانِي |
|
المجيءُ الثَّالثُ |
|
|
|
الضِّيقَةُ ثُمَّ هَرْمَجَدُّونَ |
|
الْحُكْمُ الْأَلْفِيُّ ثُمَّ جُوج وَمًاجوج |
سَمَاءٌ جَدِيدَةٌ وَأَرْضٌ جَدِيدَةٌ |
تحليلُ سريعٌ لموقف الّذينَ يُدَافِعُونَ عن الاِختِطافِ السّريِّ
عَادَةً يُحَاوِلُ مُعْتَنِقُو ومُعْتَنِقاتِ الاخْتِطَافِ السِّرِّيِّ تَوْسِيعَ النِّقَاشِ لِيَشْمَلَ الضِّيقَةَ وَضِدَّ الْمَسِيحِ وَالْحُكْمَ الْأَلْفِيَّ وَالْمَجِيءَ الثَّانِيَ فِي خَارِطَةٍ لَاهُوتِيَّةٍ كَبِيرَةٍ تَشْمَلُ الْعَهْدَيْنِ الْقَدِيمَ وَالْجَدِيدَ وَالْكَثِيرَ مِنَ الْمَرَاجِعِ الْكِتَابِيَّةِ وَالنُّصُوصِ الْأَدَبِيَّةِ الْمُتَنَوِّعَةِ مِمَّا يُصَعِّبُ تَقْيِيمَ الطَّرْحِ بِطَرِيقَةٍ جَيِّدَةٍ وَيُشَوِّشُ الدِّرَاسَةَ التَّارِيخِيَّةَ وَالْأَدَبِيَّةَ الْمُدَقَّقَةَ بِسَبَبِ إِقْحَامِ أَفْكَارٍ مِنْ خَارِجِ النَّصِّ وَتَوْسِيعِ النِّقَاشِ لِدَرَجَةٍ لَا يَسْتَطِيعُ مُعْظَمُ النَّاسِ أَنْ يُقَيِّمُوا الطَّرْحَ بِطَرِيقَةٍ عَادِلَةٍ.
فَعَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، يُهْمِلُ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنْ مُعْتَنِقِي وَمُعْتَنِقَاتِ الِاخْتِطَافِ السِّرِّيِّ طَبِيعَةَ الْأَسْفَارِ الرُّؤْيَوِيَّةِ وَرِسَالَتِهَا التَّعَاقُبِيَّةِ لجميع الأجيال وَرِسَالَتِهَا التَّارِيخِيَّةِ فِي سَبِيلِ التَّشْدِيدِ عَلَى قِيمَتِهَا التَّنَبُّئِيَّةِ وَقِرَاءَةِ الْمُسْتَقْبَلِ. [5] لِلْأَسَفِ الْخَارِطَةُ اللَّاهُوتِيَّةُ الَّتِي يَطْرَحُهَا مُعْتَنِقُو الاخْتِطَافِ السِّرِّيِّ تَبْتُـرُ النُّصُوصَ مِنْ سِيَاقِهَا وتُهمل المفهومَ الاسخاتولوجي الَّذي شرحناهُ سابقاً. [6] وَلَا تَقُودُنَا إِلَى الْمَسِيحِ بَلْ إِلَى حُرُوبٍ وَسَفْكِ دِمَاءٍ وَحَتَّى إِلَى تَهْمِيشِ وَظُلْمِ الشَّعْبِ الْفِلَسْطِينِيِّ. [7] وَيَمِيلُ المُدَافِعُونَ عَنِ الِاخْتِطَافِ السِّرِّيِّ إِلَى تَجَاهُلِ تَقْيِيمِ طُرُوحَاتِهِم اللَّاهُوتِيَّةِ فِي ضَوْءِ قِيَمِ المَلَكُوتِ، الرَّحْمَةِ، العَدَالَةِ، المَحَبَّةِ، الإِرْسَالِيَّةِ المَسِيحِيَّةِ، وَمَرْكَزِيَّةِ المَسِيحِ. وَيَتَجَاهَلُونَ كَذَلِكَ عَلَاقَةَ اللهِ مَعَ الشَّعْبِ الفِلَسْطِينِيِّ وَدَوْرَ اللهِ وَإِرْسَالِيَّتَهُ لِهَذَا الشَّعْبِ. وَتَزْدَادُ الضَّبَابِيَّةُ بِسَبَبِ عَدَمِ التَّمْيِيزِ بَيْنَ الاخْتِطَافِ في الكتابِ المُقَدَّسِ وَالاخْتِطَافِ السِّرِّيِّ.
سِتَّةُ نُصُوصٍ
وَالْآنَ، تَحْتَ خَطَرِ الْإِفْرَاطِ فِي التَّبْسِيطِ نَقُولُ أَنَّنَا نَسْتَطِيعُ حَصْرَ النِّقَاشِ الْمُتَعَلِّقِ بِالاخْتِطَافِ السِّرِّيِّ فِي سِتَّةِ نُصُوصٍ أَسَاسِيَّةٍ وَهِيَ: مَتَّى 24: 39-41؛ يُوحَنَّا 14: 1-3؛ رُومِيَّةُ 8: 23؛ كُورِنْثُوسَ الأُولَى 15: 51-58؛ تَسَالُونِيكِي الأُولَى 4: 13-18؛ رُؤْيَا 3: 10. أَرْبَعَةٌ مِنْ هَذِهِ النُّصُوصِ لَا عَلَاقَةَ مُبَاشِرَةً لَهَا بِالاخْتِطَافِ لَكِنَّهَا تُسْتَخْدَمُ وَكَأَنَّهَا تَتَحَدَّثُ عَنِ الاخْتِطَافِ السِّرِّيِّ. سَنَفْحَصُ الْآنَ هَذِهِ النُّصُوصَ الْأَرْبَعَةَ فِي سِيَاقِهَا وَنُجَادِلُ أَنَّهَا لَا تَرْتَبِطُ بِالاخْتِطَافِ السِّرِّيِّ. ثُمَّ سَنَدْرُسُ لَاحِقًا النَّصَّيْنِ اللَّذَيْنِ يَتَحَدَّثَانِ عَنِ الاخْتِطَافِ فِي الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ بِصُورَةٍ وَاضِحَةٍ (1 كُورِنْثُوسَ 15: 51-58؛ 1 تَسَالُونِيكِي 4: 13-18) وَنُحَدِّدُ بِدِقَّةٍ مَفْهُومَ الاخْتِطَافِ الَّذِي يُحَدِّثُنَا عَنْهُ الرَّسُولُ بُولُسُ.
1. متى 24: 39-41
وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوح كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ. لِأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلَّتِي قَبْلَ ٱلطُّوفَانِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ، إِلَى ٱلْيَوْم ٱلَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوح ٱلْفُلْكَ، وَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ ٱلطُّوفَانُ وَأَخَذَ ٱلْجَمِيعَ، كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ. حِينَئِذٍ يَكُونُ ٱثْنَانِ فِي ٱلْحَقْلِ، يُؤْخَذُ ٱلْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ ٱلْآخَرُ. اِثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلَى ٱلرَّحَى، تُؤْخَذُ ٱلْوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ ٱلْأُخْرَى (متى 24: 37-41).
يَخْتَلِفُ الْمُفَسِّرُونَ فِي تَفْسِيرِ مَتَّى 24-25. [8] يَقْتَرِحُ بَعْضُهُمْ أَنَّ مُعْظَمَ النَّصِّ قَدْ تَحَقَّقَ فِي الْقَرْنِ الْأَوَّلِ لَا سِيَّمَا سَنَةَ 70 مِيلَادِيًّا عِنْدَمَا دَمَّرَ الرُّومَانُ أُورُشَلِيمَ وَهَيْكَلَهَا، بَيْنَمَا يُصِرُّ آخَرُونَ عَلَى رَبْطِ الْإِصْحَاحَيْنِ أَوْ رَبْطِ أَجْزَاءٍ مِنْهُمَا بِزَمَنٍ مُسْتَقْبَلِيٍّ يَتَعَلَّقُ بِالْيَهُودِ. وَعَدَدٌ مِنْ أَتْبَاعِ الْمَدْرَسَةِ الثَّانِيَةِ يَفْتَرِضُونَ أَنَّ مَتَّى 24: 39-41 يَتَحَدَّثُ عَنِ الاخْتِطَافِ، لَكِنْ ثَمَّةَ مُشْكِلَةٌ فِي هَذَا التَّفْسِيرِ [9]
يَتَحَدَّثُ النَّصُّ بِوُضُوحٍ عَنْ مَجِيءِ ابْنِ الْإِنْسَانِ وَلَيْسَ عَنِ الاخْتِطَافِ. وَيَرْتَبِطُ الْمَجِيءُ بِالدَّيْنُونَةِ وَلَيْسَ بِالاخْتِطَافِ. وَيُشَبِّهُ السَّيِّدُ الْمَسِيحُ دَيْنُونَةَ الْمَجِيءِ الثَّانِي بِمَجِيءِ الطُّوفَانِ. وَيَقُولُ النَّصُّ أَنَّ الدَّيْنُونَةَ كَانَتْ مُفَاجِئَةً إِذْ جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ. أَخَذَ النَّاسَ الَّذِينَ "لَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ". أَخَذَ النَّاسَ الَّذِينَ لَمْ يَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِلِقَاءِ اللهِ. أَخَذَ الطُّوفَانُ النَّاسَ الَّذِينَ تَحْتَ الدَّيْنُونَةِ وَلَيْسَ النَّاسَ الْأَبْرَارَ. فَمَنِ الَّذِي بَقِيَ أَوْ تُرِكَ؟ أَلَيْسَ هُوَ نُوحٌ وَأُسْرَتُهُ؟ لَمْ يَأْخُذِ اللهُ الْأَبْرَارَ مِثْلَ نُوح الَّذِي بَقِيَ فِي الْفُلْكِ. وَيَقُولُ النَّصُّ: "كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الْإِنْسَانِ" (مَتَّى 24: 39). حِينَئِذٍ يَكُونُ اثْنَانِ فِي الْحَقْلِ، يُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الْآخَرُ. فَبِحَسَبِ السِّيَاقِ فِي مَتَّى، الَّذِي يُؤْخَذُ هُوَ الَّذي يكونُ تَحْتَ الدَّيْنُونَةِ وَالَّذِي يُتْرَكُ هُوَ الَّذِي لَمْ يَخْتَبِرِ الدَّيْنُونَةَ. هُوَ أَو هِيَ الشَّخْصُ الْمُبَارَكُ وَلَيْسَ الشَّخْصَ الْمُدَانَ. [10] هُوَ أَو هِيَ مِنْ بَقِيَّةِ الْمُؤْمِنِينَ. [11] وَهَٰذَا بِعَكْسِ الِادِّعَاءِ أَنَّ الَّذِي يُؤْخَذُ هُوَ الْمُؤْمِنُ. فَالنَّصُّ لَا يَتَحَدَّثُ عَنِ الِاخْتِطَافِ بَلْ عَنْ مَجِيءِ المَسِيحِ الثَّانِي وَدَيْنُونَةِ الأَشْرَارِ. وَمِنَ الوَاضِحِ أَنَّ النَّصَّ يَحُثُّنَا عَلَى الِاسْتِعْدَادِ وَحِمَايَةِ الخَيْرِ الَّذِي وَضَعَهُ اللَّهُ فِي حَيَاتِنَا. فَكَيْفَ نَسْتَعِدُّ فِي زَمَنٍ يُشَدَّدُ فِيهِ النَّاسُ عَلَى الهَيْكَلِ كَمَا حَصَلَ فِي بِدَايَةِ الإِصْحَاحِ حِينَ تَقَدَّمَ التَّلَامِيذُ لِيَتَحَدَّثُوا عَنْ أَبْنِيَةِ الهَيْكَلِ (مَتَّىٰ 24: 1)؟ نُشَدِّدُ أَنَّ زَمَنَ الهَيْكَلِ انْتَهَى بِالمَسِيحِ وَأَنَّنَا نَحْنُ أَتْبَاعُهُ لَا نَخَافُ المَشَاكِلَ الدُّنْيَوِيَّةَ وَالاضْطِهَادَاتِ ضِدَّ الكَنِيسَةِ وَالتَّعَالِيمَ المُضَلِّلَةَ بَلْ نَصْمُدُ وَنَكْرِزُ وَنُصَلِّي وَنُحَذِّرُ وَنَسْهَرُ مُنْتَظِرِينَ بِحِكْمَةٍ وَأَمَانَةٍ وَنَاشِرِينَ الْقَدَاسَةَ وَالرَّحْمَةَ. وَنَتَصَرَّفُ مِثْلَ الْعَذَارَىٰ الْحَكِيمَاتِ وَاضِعِينَ الزَّيْتَ فِي المِصْبَاحِ حَتَّى يَسْتَمِرَّ النُّورُ وَسَطَ الظَّلَامِ وَمِثْلَ أَصْحَابِ الوَزَنَاتِ نَتَصَرَّفُ بِأَمَانَةٍ مُنْتَظِرِينَ ذَٰلِكَ اليَوْمَ حِينَ نَجْتَمِعُ أَمَامَهُ، نَجْتَمِعُ أَمَامَ المَسِيحِ مَعَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ المُؤْمِنَةِ بِهِ فَيَقُولُ لَنَا: تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا مُبَارَكِي أَبِي رِثُوا الْمَلَكُوتَ لِأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي، عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي، مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي، مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ. هَٰذَا هُوَ الاسْتِعْدَادُ لِمَجِيئِهِ. لَيْسَ هُوَ الحَدِيثُ عَنْ اخْتِطَافٍ لَا صِلَةَ لَهُ بِالنَّصِّ فِي مَتَّى. وَلَيْسَ هُوَ ضِمْنَ خَارِطَةٍ لَاهُوتِيَّةٍ تَسْمَحُ بِتَبْرِيرِ الحُرُوبِ وَتَجْوِيعِ النَّاسِ وَبِحِرْمَانِهِمْ مِنَ الدَّوَاءِ وَالمَاءِ. النَّصُّ الْأَوَّلُ فِي مَتَّىٰ 24 لَا يَدْعَمُ أَوْ يَتَحَدَّثُ عَنِ الِاخْتِطَافِ. وَالْآنَ سَنَدْرُسُ النَّصَّ الثَّانِي.
2. يوحنا 14: 1-3
لَا تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي. فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلَّا فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لِأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا وَتَعْلَمُونَ حَيْثُ أَنَا أَذْهَبُ وَتَعْلَمُونَ الطَّرِيقَ.
يَعْتَقِدُ الْبَعْضُ أَنَّ النَّصَّ فِي يُوحَنَّا 14: 1-3 يَتَحَدَّثُ عَنِ الاخْتِطَافِ. يَقُولُ عِمَادُ شَحَادَة: "لَا يُشِيرُ وَعْدُ الْمَسِيحِ هُنَا تَحْدِيدًا إِلَى الْقِيَامَةِ، بَلْ إِلَى مَجِيئِهِ لِاخْتِطَافِ الْمُؤْمِنِينَ." [12] فَالْمَكَانُ، بِحَسَبِ شَرْحِ الدُّكْتُورِ شحادة، هُوَ الْمَكَانُ الدَّائِمُ لَكِنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُ بِحَسَبِ مُعْتَقَدِ الِاخْتِطَافِ السِّرِّيِّ وُجُودَهُمْ فِيهِ لَيْسَ دَائِمًا إِذْ سَيَعُودُونَ مَعَ الْمَسِيحِ إِلَى الْأَرْضِ لِيَحْكُمُوا. وَبِحَسَبِ مُعْتَقَدِ بَعْضِ قَادَةِ الْفِكْرِ التَّدْبِيرِيِّ فَإِنَّ النَّصَّ يَتَحَدَّثُ هُنَا عَنْ رَاحَةِ الْمُؤْمِنِينَ وَعَدَمِ اضْطِرَابِهِمْ زَمَنَ مَجِيئِهِ الثَّانِي عِنْدَمَا يَأْخُذُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ وَلَا يَتَحَدَّثُ النَّصُّ عَنْ مَجِيئِهِ إِلَى الْأَرْضِ مَعَ الْقِدِّيسِينَ. [13]
مِنَ الْوَاضِحِ أَنَّ الاضْطِرَابَ الْمَذْكُورَ فِي يُوحَنَّا 14 هُوَ اضْطِرَابُ التَّلَامِيذِ قَبْلَ ذَهَابِ الْمَسِيحِ إِلَى الصَّلِيبِ، وَلَا عَلَاقَةَ لَهُ بِالْمُسْتَقْبَلِ الْبَعِيدِ. وَالْمَجِيءُ الَّذِي يَتَحَدَّثُ عَنْهُ الْمَسِيحُ فِي سِيَاقِ يُوحَنَّا هُوَ عَوْدَتُهُ بَعْدَ الصَّلِيبِ إِذْ مِنْ خِلَالِ هَذَا الْمَجِيءِ سَيَعْلَمُونَ الطَّرِيقَ (يُوحَنَّا 14: 4). وَالطَّرِيقُ هُوَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْمُخَلِّصُ الَّذِي يَقُودُ إِلَى الْحَيَاةِ وَالْعَلَاقَةِ مَعَ الْآبِ (يُوحَنَّا 14: 5-6). لِهَذَا أَسْتَغْرِبُ أَنَّ الْبَعْضَ يَرْبِطُونَ هَذَا النَّصَّ بِالِاخْتِطَافِ. فَالسِّيَاقُ الْوَاضِحُ يَتَحَدَّثُ عَنْ رَحِيلِ يَسُوعَ الْمُرْتَبِطِ بِالصَّلِيبِ. وَإِعْدَادُ الْمَكَانِ مُرْتَبِطٌ بِمَوْتِ الْمَسِيحِ. وَمَجِيئُهُ مُرْتَبِطٌ إِمَّا بِظُهُورِهِ بَعْدَ الْقِيَامَةِ وَتَأْكِيدِهِ أَنَّهُ مَعَهُمْ كُلَّ الْأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ أَوْ بِمَجِيئِهِ الثَّانِي. وَيَبْدُو أَنَّ الِاحْتِمَالَ الْأَوَّلَ هُوَ الِاحْتِمَالَ الْأَقْوَى إِذْ أَنَّهُ بِسَبَبِ مَجِيئِهِ إِلَيْهِمْ سَيَعْلَمُونَ أَيْنَ ذَهَبَ وَيَفْهَمُونَ الطَّرِيقَ إِلَى الْحَيَاةِ. لَا يَذْكُرُ هَذَا النَّصُّ الْاخْتِطَافَ بِأَيِّ شَكْلٍ لَا سِيَّمَا الاخْتِطَافَ السِّرِّيَّ. وَيُشَدِّدُ النَّصُّ أَنَّ الْقَلْبَ الْمُطْمَئِنَّ يَسْتَمِدُّ قُوَّتَهُ مِنَ الْإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ، بِعَمَلِهِ، بِكَوْنِهِ هُوَ الطَّرِيقُ الَّذِي يَقُودُ إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى الْحَيَاةِ. بِهِ نَرَى الْآبَ وَبِاسْمِهِ نَنَالُ الْمَوَاعِيدَ وَنَعْمَلُ الْأَعْمَالَ الْعَظِيمَةَ. الْمَسِيحُ هُوَ مَرْكَزُ هَذَا النَّصِّ وَلَيْسَ الاخْتِطَافُ. الْمَسِيحُ هُوَ الطَّرِيقُ وَلَيْسَ أَحْدَاثُ وَخَرَائِطُ الْمُسْتَقْبَلِ. وَكُلُّ فِكْرَةِ الاخْتِطَافِ أُقْحِمَتْ بِسَبَبِ الْكَلِمَاتِ "آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ" وَهِيَ كَلِمَاتٌ يَجِبُ أَنْ تُفْهَمَ فِي سِيَاقِ أَحَادِيثِ الرَّحِيلِ وَلَيْسَ بِطَرِيقَةٍ مُنْعَزِلَةٍ. هِيَ كَلِمَاتٌ تَدُلُّ عَلَى قِيَامَتِهِ.
يُكَرِّرُ الْمَسِيحُ الْقَوْلَ بِأَنَّهُ سَيَأْتِي إِذْ يَقُولُ: لَا أَتْرُكُكُمْ يَتَامَى. إِنِّي آتِي إِلَيْكُمْ. بَعْدَ قَلِيلٍ لَا يَرَانِي الْعَالَمُ أَيْضًا وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَرَوْنَنِي (يُوحَنَّا 14: 18). وَفِعْلًا، بَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ لَمْ يَرَ الْعَالَمُ السَّيِّدَ الْمَسِيحَ لَكِنَّ التَّلَامِيذَ رَأَوْهُ. وَوَعَدَ أَنْ يَكُونَ مَعَهُمْ كُلَّ الْأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ. وَكَرَّرَ السَّيِّدُ الْمَسِيحُ دَعْوَةَ عَدَمِ الِاضْطِرَابِ فِي نِهَايَةِ الْإِصْحَاحِ الرَّابِعَ عَشَرَ قَائِلًا: سَلَامًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلَامِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لَا تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلَا تَرْهَبْ. سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ . . . وَقُلْتُ لَكُمُ الْآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ" (يُوحَنَّا 14: 27-29). كَرَّرَ يَسُوعُ الْحَدِيثَ أَنَّهُ ذَاهِبٌ إِلَى الْآبِ وَأَنَّهُ سَيَعُودُ إِلَى التَّلَامِيذِ. وَذَهَابُهُ إِلَى الْآبِ سَيَجْعَلُ التَّلَامِيذَ يُؤْمِنُونَ. بِاخْتِصَارٍ لَا يُوجَدُ شَرْعِيَّةٌ مَقْبُولَةٌ لِرَبْطِ هَذَا النَّصِّ بِالِاخْتِطَافِ.
3. رومية 8: 18-23
فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلَامَ ٱلزَّمَانِ ٱلْحَاضِرِ لَا تُقَاسُ بِٱلْمَجْدِ ٱلْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا. لِأَنَّ ٱنْتِظَارَ ٱلْخَلِيقَةِ يَتَوَقَّعُ ٱسْتِعْلَانَ أَبْنَاءِ ٱللهِ. إِذْ أُخْضِعَتِ ٱلْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ -لَيْسَ طَوْعًا، بَلْ مِنْ أَجْلِ ٱلَّذِي أَخْضَعَهَا- عَلَى ٱلرَّجَاءِ، لِأَنَّ ٱلْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضًا سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ ٱلْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلَادِ ٱللهِ. فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ ٱلْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعًا إِلَى ٱلْآنَ. وَلَيْسَ هَكَذَا فَقَطْ، بَلْ نَحْنُ ٱلَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ ٱلرُّوحِ، نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضًا نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا، مُتَوَقِّعِينَ ٱلتَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا.
يَعْتَقِدُ الْبَعْضُ أَنَّ الآيةَ في رُومِيَةَ 8: 23 تَتَحَدَّثُ عَنِ الِاخْتِطَافِ [14] عِنْدَمَا نَنْظُرُ إِلَى السِّيَاقِ نَجِدُ أَنَّ هَذَا النَّصَّ يَتَحَدَّثُ عَنِ اسْتِعْلَانِ مَجْدِ اللهِ فِي الْمُؤْمِنِينَ (رُو 8: 18) وَاسْتِعْلَانِ أَبْنَاءِ اللهِ (رُو 8: 19) وَتَحْرِيرِ الْخَلِيقَةِ كُلِّهَا إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ اللهِ (رُو 8: 21) وَحُصُولِ فِدَاءٍ أَوْ تَحْرِيرِ الْأَجْسَادِ (ἀπολύτρωσιν) فِي نَفْسِ الْآيَةِ. يَتَحَدَّثُ النَّصُّ عَنْ عَصْرِ الْقِيَامَةِ حِينَ يَأْتِي الْحَصَادُ وَنَكُونُ نَحْنُ الْبَاكُورَةَ وَالْخَلِيقَةُ مُرْتَبِطَةً بِنَا. [15] عَصْرُ الْقِيَامَةِ هُوَ عَصْرُ تَحْرِيرِ الْخَلِيقَةِ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ وَهُوَ أَمْرٌ لَنْ يَتِمَّ كُلِّيًّا إِلَّا فِي مَجِيءِ السَّمَاءِ الْجَدِيدَةِ وَالْأَرْضِ الْجَدِيدَةِ. وَلَا يَتَحَدَّثُ النَّصُّ عَنْ حَصَادٍ يَبْدَأُ بِالِاخْتِطَافِ وَيَنْتَظِرُ أَلْفَ عَامٍ قَبْلَ تَحْرِيرِ الْخَلِيقَةِ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ وَقَبْلَ مَجِيءِ السَّمَاءِ الْجَدِيدَةِ وَالْأَرْضِ الْجَدِيدَةِ، بَلْ يَتَحَدَّثُ عَنْ زَمَنِ التَّمْجِيدِ حِينَ نَكُونُ "مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ" (رُومِيَة 8: 29). أَضِفْ إِلَى ذَلِكَ، مِنَ الْوَاضِحِ أَنَّ النَّصَّ لَا يَتَحَدَّثُ عَنْ أَمْرٍ سِرِّيٍّ بَلْ عَنْ أُمُورٍ عَلَنِيَّةٍ وَمُعْلَنَةٍ. وَعِنْدَمَا يَأْتِي الْمَسِيحُ مُخَلِّصُنَا "سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ مَجْدِهِ بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ" (فِي 3: 21). فَخُضُوعُ كُلِّ شَيْءٍ مُرْتَبِطٌ بِتَغَيُّرِ أَجْسَادِنَا وَمَجِيءِ الْمَسِيحِ الْعَلَنِيِّ. وَيَرْبِطُ الرَّسُولُ يُوحَنَّا ظُهُورَ الْمَسِيحِ الْعَلَنِيَّ بِقَوْلِهِ: "أَيُّهَا الْأَحِبَّاءُ الْآنَ نَحْنُ أَوْلَادُ اللهِ وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ، وَلَكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ لِأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ" (1 يُوحَنَّا 3: 2). بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، مَجِيءُ الْمَسِيحِ مُرْتَبِطٌ بِحُصُولِنَا عَلَى أَجْسَادٍ مُمَجَّدَةٍ عِنْدَ ظُهُورِهِ الْمَرْئِيِّ. وَحُصُولُنَا عَلَى أَجْسَادٍ مُمَجَّدَةٍ مُرْتَبِطٌ بِتَحْرِيرِ الْخَلِيقَةِ كُلِّهَا وَلَيْسَ بِانْتِظَارِهَا أَلْفَ سَنَةٍ كَمَا يَعْتَقِدُ الْبَعْضُ.
4. رؤيا 3: 10
وَٱكْتُبْ إِلَى مَلَاكِ ٱلْكَنِيسَةِ ٱلَّتِي فِي فِيلَادَلْفِيَا: «هَذَا يَقُولُهُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلْحَقُّ، ٱلَّذِي لَهُ مِفْتَاحُ دَاوُدَ، ٱلَّذِي يَفْتَحُ وَلَا أَحَدٌ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ وَلَا أَحَدٌ يَفْتَحُ: أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ. هَأَنَذَا قَدْ جَعَلْتُ أَمَامَكَ بَابًا مَفْتُوحًا وَلَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُغْلِقَهُ، لِأَنَّ لَكَ قُوَّةً يَسِيرَةً، وَقَدْ حَفِظْتَ كَلِمَتِي وَلَمْ تُنْكِرِ ٱسْمِي. هَأَنَذَا أَجْعَلُ ٱلَّذِينَ مِنْ مَجْمَعِ ٱلشَّيْطَانِ، مِنَ ٱلْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ يَهُودٌ وَلَيْسُوا يَهُودًا، بَلْ يَكْذِبُونَ، هَأَنَذَا أُصَيِّرُهُمْ يَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَ رِجْلَيْكَ، وَيَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا أَحْبَبْتُكَ. لِأَنَّكَ حَفِظْتَ كَلِمَةَ صَبْرِي، أَنَا أَيْضًا سَأَحْفَظُكَ مِنْ سَاعَةِ ٱلتَّجْرِبَةِ ٱلْعَتِيدَةِ أَنْ تَأْتِيَ عَلَى ٱلْعَالَمِ كُلِّهِ لِتُجَرِّبَ ٱلسَّاكِنِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. هَا أَنَا آتِي سَرِيعًا. تَمَسَّكْ بِمَا عِنْدَكَ لِئَلَّا يَأْخُذَ أَحَدٌ إِكْلِيلَكَ. مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُودًا فِي هَيْكَلِ إِلَهِي، وَلَا يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ، وَأَكْتُبُ عَلَيْهِ ٱسْمَ إِلَهِي، وَٱسْمَ مَدِينَةِ إِلَهِي، أُورُشَلِيمَ ٱلْجَدِيدَةِ ٱلنَّازِلَةِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ إِلَهِي، وَٱسْمِي ٱلْجَدِيدَ. مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ (رؤيا 3: 7-13)
يُجَادِلُ عِمَاد شحادة أَنَّ "الدَّوْرَ الْوَاضِحَ لِرُؤْيَا 3: 10 هُوَ لِتَأْيِيدِ الِاخْتِطَافِ قَبْلَ الضِّيقَةِ." [16] يَشْرَحُ عماد شحادة سِفْرَ الرُّؤْيَا بِعِدَّةِ مُجَلَّدَاتٍ مِنْ مَنْظُورٍ تَدْبِيرِيٍّ. عِنْدَمَا يُعَلِّقُ عَلَى رُؤْيَا 3: 10 يَشْرَحُ فِكْرَهُ عَنِ الِاخْتِطَافِ وَيَرْبِطُهُ بِهَذِهِ الْآيَةِ. الْكَنِيسَةُ مَوْجُودَةٌ عَلَى الْأَرْضِ فِي رُؤْيَا 1-3 وَيَحْصُلُ الِاخْتِطَافُ فِي رُؤْيَا 4 إِذْ تَكُونُ الْكَنِيسَةُ فِي السَّمَاءِ فِي رُؤْيَا 4-5 ثُمَّ تَحْصُلُ الضِّيقَةُ فِي رُؤْيَا 6-19 وَتَشْمَلُ الضِّيقَةُ مَعْرَكَةَ هَرْمَجَدُّونَ فِي نِهَايَةِ الضِّيقَةِ ثُمَّ يَأْتِي الْحُكْمُ الْأَلْفِيُّ رُؤْيَا 20 وَبَعْدَ أَلْفِ سَنَةٍ مَعْرَكَةُ جُوجَ وَمَاجُوجَ ثُمَّ النِّهَايَةُ إِذْ تَأْتِي السَّمَاءُ الْجَدِيدَةُ وَالْأَرْضُ الْجَدِيدَةُ. وَتَخْتَفِي كَلِمَةُ الْكَنِيسَةِ مِنَ الْإِصْحَاحِ الرَّابِعِ وَحَتَّى الْإِصْحَاحِ 22. [17] لِلْأَسَفِ، يَتَجَاهَلُ هَذَا التَّفْسِيرُ السِّيَاقَ التَّارِيخِيَّ وَالْأَدَبِيَّ لِلنَّصِّ وَيُقْحِمُ مَفْهُومَ الِاخْتِطَافِ الَّذِي لَا يَذْكُرُهُ النَّصُّ. فَيَقُولُ إِنَّ الْكَنِيسَةَ تَكُونُ عَلَى الْأَرْضِ فِي الْإِصْحَاحَاتِ 1-3 ثُمَّ تَكُونُ فِي السَّمَاءِ فِي الْإِصْحَاحَاتِ 4-19 حِينَ يَعُودُ الْقِدِّيسُونَ وَيَحْكُمُونَ مَعَ الْمَسِيحِ أَلْفَ سَنَةٍ بِحَسَبِ تَفْسِيرِهِمْ لِرُؤْيَا 20. يُبَرِّرُ مُعْتَنِقُو وَمُعْتَنِقَاتُ الِاخْتِطَافِ السِّرِّيِّ فِكْرَةَ الِاخْتِطَافِ بِغِيَابِ ذِكْرِ كَلِمَةِ كَنِيسَة مُتَجَاهِلِينَ التَّعَابِيرَ الْأُخْرَى الَّتِي تُعَبِّرُ عَنْ أَتْبَاعِ الْمَسِيحِ وَالتَّرَابُطَ الْأَدَبِيَّ وَاللَّاهُوتِيَّ بَيْنَ الْإِصْحَاحَاتِ الْمُخْتَلِفَةِ لَا سِيَّمَا الْإِصْحَاحَيْنِ 3 وَ4. ويَتَجَاهَلُ التَّفْسِيرُ أَعْلَاهُ لِرُؤْيَا 3 السِّيَاقَ التَّارِيخِيَّ وَالْأَدَبِيَّ الْمُتَعَلِّقَ بِكَنِيسَةِ فِيلَادَلْفِيَا وَبِالْمَدْلُولِ السِّيَاقِيِّ لِكَلِمَةِ أُويكُومِينِي (οικουμενης) الَّتِي تَدُلُّ عَلَى الْعَالَمِ الْمَوْجُودِ تَحْتَ سَيْطَرَةِ الْإِمْبِرَاطُورِيَّةِ الرُّومَانِيَّةِ. وَيَتَجَاهَلُ التَّفْسِيرُ التَّدْبِيرِيُّ سِيَاقَ كَلَامِ الْمَسِيحِ لِكَنِيسَةِ فِيلَادَلْفِيَا إِذْ يَتَحَدَّثُ عَنْ مَجِيئِهِ سَرِيعًا (رُؤ 3: 11) وَعَنْ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةِ النَّازِلَةِ مِنَ السَّمَاءِ (رُؤ 3: 12). ثُمَّ يَتَجَاهَلُ هَذَا التَّوَجُّهُ التَّرَابُطَ بَيْنَ الْإِصْحَاحَيْنِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ وَالطَّرِيقَةَ اللُّوْلَبِيَّةَ الَّتِي تَظْهَرُ جَلِيًّا فِي سِفْرِ الرُّؤْيَا إِذْ لَا يَعْرِضُ سِفْرُ الرُّؤْيَا خَطًّا زَمَنِيًّا مُسْتَقِيمًا بَلْ رُؤًى تَظْهَرُ بِشَكْلٍ لَوْلَبِيٍّ يُوَسِّعُ أَحَدُهَا الْآخَرَ. [18] يَفْصِلُ الْكَثِيرُونَ رُؤْيَا 3 عَنْ 4 لِأَسْبَابٍ لَاهُوتِيَّةٍ يُقْحِمُونَهَا عَلَى تَقْسِيمِ النَّصِّ مُتَجَاهِلِينَ التَّرَابُطَ الْأَدَبِيَّ وَاللُّغَوِيَّ. فَعَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، لَا الْحَصْرِ، نُلَاحِظُ مَا يَلِي:
يَنْتَهِي الْفَصْلُ الثَّالِثُ بِالْوَصْفِ التَّالِي لِكَنِيسَةِ لَاوُدِكِيَّةَ: (1) نَرَى الْأَعْمَى الَّذِي لَا يَرَى (17-18) (2) نَرَى الْعُرْيَانَ الَّذِي يُرِيدُ الرَّبُّ أَنْ يَبِيعَهُ ثِيَابًا بِيضًا (17-18) (3) نَرَى مَنْ يَفْتَقِرُ إِلَى الذَّهَبِ (18) (4) نَرَى الْوَعْدَ بِالْحُصُولِ عَلَى الْعُرُوشِ (21). (5) نَرَى الْقَوْلَ إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي (20) (6) نَرَى الْبَابَ الْمُغْلَقَ وَالرَّبَّ خَارِجًا (20) |
أَمَّا فِي رُؤْيَا 4: 1-11 فَنَرَى (1) هُنَاكَ مَنْ يَرَى (1 نَظَرْتُ / فَأُرِيكَ) (2) هُنَاكَ شُيُوخٌ مُكْتَسُونَ بِثِيَابٍ بِيضٍ (4) (3) هُنَاكَ أَكَالِيلُ مِنْ ذَهَبٍ (4) (4) هُنَاكَ عُرُوشٌ كَثِيرَةٌ (24 عَرْشًا) (5) نَرَى شَخْصًا سَمِعَ صَوْتًا كَالْبُوقِ (1) (6) لِأَنَّهُ يُوجَدُ بَابٌ مَفْتُوحٌ فِي السَّمَاءِ (1) |
لِلْأَسَفِ، يُخْطِئُ الْكَثِيرُونَ بِرَبْطِ النُّصُوصِ السَّابِقَةِ بِالِاخْتِطَافِ وَيُقْحِمُونَ فِكْرَهُمُ اللَّاهُوتِيَّ عَلَى هَذِهِ النُّصُوصِ دُونَ حَسَاسِيَّةٍ كَافِيَةٍ لِسِيَاقِهَا التَّارِيخِيِّ وَالْأَدَبِيِّ وَاللَّاهُوتِيِّ مِمَّا يَقُودُ إِلَى الِاسْتِنْتَاجَاتِ الْخَاطِئَةِ. لِلْأَسَفِ هَذِهِ الِاسْتِنْتَاجَاتُ الْخَاطِئَةُ مَبْنِيَّةٌ عَلَى مَنْهَجِيَّةٍ لَا تَحْتَرِمُ الْخَلْفِيَّةَ التَّارِيخِيَّةَ وَالْأَدَبِيَّةَ بِشَكْلٍ كَافٍ وَلَا تَتَعَمَّقُ فِي دِرَاسَةِ السِّيَاقِ بَلْ تَقْفِزُ إِلَى اسْتِنْتَاجَاتٍ سَرِيعَةٍ. لِلْأَسَفِ أَيْضًا، هَذِهِ التَّعَالِيمُ لَمْ تَأْخُذْ بِعَيْنِ الِاعْتِبَارِ شَهَادَةَ الْكَنِيسَةِ لِأَهْلِ فِلَسْطِينَ وَشُعُوبِ الشَّرْقِ الْأَوْسَطِ وَأَيَّدَتْ أَوْ كَأَدْنَى حَدٍّ بَرَّرَتِ الْحُرُوبَ وَالظُّلْمَ بِاسْمِ اللهِ وَالْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ. فَصَارَ الْإِنْجِيلُ، الْأَخْبَارُ السَّارَّةُ، عَلَى الْمِحَكِّ إِذْ أَصْبَحَ خَبَرًا سَيِّئًا لِلْمَظْلُومِينَ الْقَابِعِينَ وَالْأَيْتَامِ بَدَلًا مِنْ أَنْ يَكُونَ صَوْتَ الْمَحَبَّةِ وَالسَّلَامِ والعَدلِ. لِنَتَذَكَّرْ مَا قُلْنَاهُ سَابِقًا حِينَ أَكَّدْنَا أَنَّ الْعَدَسَةَ الصَّحِيحَةَ لِقِرَاءَةِ الْإِسْخَاتُولُوجِيَا هِيَ الْكِرِيسْتُولُوجِيَا. وَيَجِبُ عَدَمُ فَصْلِ الْإِسْخَاتُولُوجِيَا عَنْ طَبِيعَةِ الْمَسِيحِ وَتَعَالِيمِهِ وَقِيَمِ مَلَكُوتِهِ.
[1] Tim LaHaye and Jerry Jenkins wrote the Left Behind Collection which has 12 books in the years 1995-2004. Then they added four books in the years 2005-2007. All the books are published by Tyndale House Publishers. The twelve books are arranged in the following order: Left Behind: A Novel of the Earth’s Last Days; Tribulation Force; Nicolae; Soul Harvest; Apollyon; Assassins; The Indwelling; The Mark; Desecration; The Remnant; Armageddon; Glorious Appearing. The prequel trilogy has the following titles: The Rising; The Regime; and the Rapture. The authors also added a sequel: Kingdom Come. This makes the total 16 books. Several popular movies were made out of these books.
[2] عماد شحادة، فهم الزمن الحاضر والاستعداد للزمن الآتي (الجزء الأول؛ الطبعة الثالثة؛ عمان: الهيئة الإنجيلية للنشر والتوزيع، 2016)، 310 – 311، 318. هذا هو تعليم المدرسة التدبيرية (Dispensationalism).
[3] المرجع السابق، 318.
[4] للتبسيط، لن أدخل بتفاصيل المعتقد بالاختطاف الكلي أو الجزئي خلال الضيقة إذ يأخذ هذا المعتقد عدة أشكال: الاختطاف وسط الضيقة، الاختطاف قبل الغضب، والاختطاف آخر الضيقة. للمزيد من التفاصيل راجع عماد شحادة، 314-339.
[5] حنا كتناشو، "الرسالة التنبؤية والرسالة النبوية،" كوم آند سي (15 شباط 2019): انترنت؛ https://www.comeandsee.com/ar/post/2938778.
[6] حنا كتناشو، "لاهوت الأيام الأخيرة: مقدمة عن الاسخاتولوجيا،" كوم أند سي (16 شباط 2025): انترنت؛ https://www.comeandsee.com/ar/post/3026379.
[7] See for example Graig Blaising who justifies his Pretribulational rapture based on many texts including the Gospels, Pauline epistles, Isaiah, Minor Prophets, Book of Revelation, and the book of Daniel. Graig Blaising, “A Case for Pretribulational Rapture,” pages 25-73 in Alan Hultberg, ed., Three Views on the Rapture: Pretribulation, Prewrath, or Posttribulation (Kindle Edition; Grand Rapids: Zondervan Academic, 2018).
[8] For a helpful summary of the various interpretive approaches to the Olivet Discourse see Olalekan Bamidele, and Olusayo Oladejo, “Matthew 24 and Its Relevance to the Parousia,” Journal of Biblical Theology 1 (2018): 142–57.
[9] يوافق عماد شحادة على عدم ربط هذا النص بالاختطاف رغم أنه من مؤيدي التدبيريين. عماد شحادة، فهم الزمن الحاضر والاستعداد للزمن الآتي (الجزء الأول؛ الطبعة الثالثة؛ عمان: الهيئة الإنجيلية للنشر والتوزيع، 2016)، 301.
[10] Benjamin Merkle, “Who Will Be Left Behind? Rethinking the Meaning of Matthew 24:40-41 and Luke 17:34-35,” Westminster Theological Journal 72 (2010): 170. (169-179).
[11] Ibid., 172.
[12] عماد شحادة، 302.
[13] John Walvoord, “Premillennialism and the Tribulation [5] Partial Rapture Theory,” Bibliotheca Sacra 112 (1955): 193–208; see especially page 195 and 197. Walvoord does not use the expression second and third comings but prefers to express the second coming in two stages: coming for his saints and coming with his saints. Nevertheless, these two stages are separate by 7 years.
[14] شحادة، 306.
[15] James Dunn, Romans 1–8 (Word Biblical Commentary vol. 38A; Dallas: Word, Incorporated, 1988), 473.
[16] عماد شحادة، فهم الزمن الحاضر والاستعداد للزمن الآتي (الجزء الأول؛ الطبعة الثالثة؛ عمان: الهيئة الإنجيلية للنشر والتوزيع، 2016)، 336.
[17] المرجع السابق، 330.
[18] يستطيع الباحث أن يتوسع في هذا الأمر في كتاب Beale, G. K. The Book of Revelation. Grand Rapids: Eerdmans, 1999.