• عِيدُ الْقِدِّيسِينَ - المحامي، مارتن كورش تمرس لولو
عِيدُ الْقِدِّيسِينَ - المحامي، مارتن كورش تمرس لولو

يُصادِفُ اليومَ ٢٠٢٥/١١/٠١ ذِكرى عيدِ القِدِّيسينَ. "لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ«."(1 بطرس 1: 16). إنَّ هذا العيدَ وُلِدَ من الإيمانِ بأنَّ لِلقِدِّيسينَ دورًا في الحياةِ الإيمانيَّةِ التي زرعَها يسوعُ المسيحُ في كلِّ المفديِّينَ بدمِهِ الزكيِّ الذي سَكَبَهُ على الصليب.

لكن، بسببِ خُبثِ الشيطانِ، الذي استطاعَ بمَكرِهِ أن يُوعِزَ في قلوبِ ضعفاء الإيمان والوثنيِّينَ، خُدّامِهِ، بالاحتفالِ بعيدٍ آخَرَ يَسبِقُ هذا العيدَ هو عيدُ الشياطين الذي يُصادِفُ يومَ ٢٠٢٥/١٠/٣١. حيث توارثَه غير المؤمنين من الوثنيين عبر التاريخ معتقدين أنَّ بينَ الأحياءِ والموتى خَيطًا رفيعًا، ولذلكَ على الأحياءِ أن يختفوا عن الأرواحِ الشريرة بتغيير مظاهرهم. وجذورُ هذا المعتقدِ تعودُ إلى مهرجانِ (سامهاين) السلتيِّ القديم. معتقدات وثنية ساهم الشيطانُ في ترسيخها في أذهان ضعفاء الإيمان وشجع على ممارستها حتى تحولت إلى عادات ومعتقدات، لأنَّهُ شريرٌ يعملُ منذُ بدايةِ الخليقةِ ضدَّ مقاصدِ اللهِ، كما جاءَ في الكتابِ المقدس: "وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلهُ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟« (سفر تكوين 3: 1).

بل إنَّ بعضَ الشعوبِ في القِدمِ كانوا يحتفلونَ به بتقديمِ أولادِهم ذبيحةً للشيطان، وقد تأثَّرَ بهم البعض من شعبُ إسرائيلَ، وساروا خلفَ معتقداتِهم، فقرَّبوا أولادَهم ذبائحَ لآلهةِ الوثنيِّينَ، كما يذكر الكتابُ المقدس:
»وَبَنَوْا مُرْتَفَعَاتٍ لِلْبَعْلِ لِيُحْرِقُوا أَوْلاَدَهُمْ بِالنَّارِ مُحْرَقَاتٍ لِلْبَعْلِ، الَّذِي لَمْ أُوصِ وَلاَ تَكَلَّمْتُ بِهِ وَلاَ صَعِدَ عَلَى قَلْبِي«. (إرميا ١٩: ٥).

أَنَّ الَّذي يَحُزُّ في نُفوسِنا نَحنُ أَبناءَ يَسوعَ المَسيحِ، أَن نَجِدَ دُوَلًا وحُكوماتٍ في الغربِ تُشَجِّعُ النّاسَ خاصة تلاميذ المداس والأطفال على الاحتِفالِ بعيدِ الشَّيطانِ في نِهايةِ شَهرِ أُكتوبَرَ مِن كُلِّ عامٍ، وكَأَنَّهُم لا يُبالونَ بعيدِ القِدّيسينَ، مُفَضِّلينَ عيدَ الشَّيطانِ على عيدِ القِدّيسينَ! وإنْ حَدَثَ وسَأَلتَ أَحَدَ المُشارِكينَ مع أَولادِهِ في إِحياءِ عيدِ الشَّيطانِ، يُجيبُكَ بِأَنَّهُ لَهوٌ، وهو يَعلَمُ أَنَّهُ يَقتَرِفُ خَطيئةً تُجاهَ اللهِ، وهو يُفَضِّلُ ما لِلشَّيطانِ على ما هو لِلهِ. فَرْقٌ شاسِعٌ بَينَ الاحتِفالَينِ بعيدَينِ أَحَدُهُما يُمَثِّلُ البِرَّ والتَّقوى، والآخَرُ يَمُتُّ إلى الشَّرِّ والخَطيئةِ بِصِلَةٍ مَتينةٍ.

ليس لي في نهايةِ هذا المقالِ القصير سوى أن أُنبه من يسعى للميشاركةِ في احياءِ ذكرى عيد الشيطان سوى أن أردد على مسامعه قول الرَّبِّ: "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الْقِدِّيسِينَ سَيَدِينُونَ الْعَالَمَ؟" (1 كورنثوس 6: 2).

هيا يا كلِّ أَبٍ وأُمٍّ، لنحتفل في الأولِ من نوفمبر من كلِّ عام في الكنيسةِ؛ مع الإخوة والأخوات في الرَّبِّ؛ أو في البيتِ مع أولادنا، بعيد القديسين كي نربيهم كما يريد لهم يسوع المسيح.

 

المحامي، مارتن كورش تمرس لولو

 

 

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع