• الكنيسة داخل الجدار، صوت صارخ: اعدوا طريق الرب - ديفيد عازر
الكنيسة داخل الجدار، صوت صارخ: اعدوا طريق الرب - ديفيد عازر

في زينة جديدة اطلت بها عروس المسيح الكنيسة الفلسطينية متشحه بالوان بهية امتزجت بكوفية تحكي الم شعب لطالما عاش المعانه وليست اي معانه بل هي سلب ابسط الحقوق والحريات من اعين اعمتها الحرفية الكتابية لتقول "شعب الله المختار".

بعد متابعتي لتفاصيل كثيرة وعدد من العظات والتعاليم والكتابية في المؤتمر الاخير للمسيح امام الحاجز، اصبحت على ادراك تام ان الكنيسة الفلسطينية اليوم اصبحت رائدة في ان تصل للعالم حاملة شعلة الوصية العظمى في يد وفي اليد الاخرى تطبيق المامورية  العظمى بلمستها الفلسطينية.

ولكن اكثر ما لفت انتباهي هو تطبيقها للمامورية العظمى تماما بنفس الرسالة التي جاء بها المسيح، الكنيسة في فلسطين اليوم هي مدرسة تلمذة للعالم اجمع.

ونستطيع ان نرى هذا من خلال المؤتمرات الاربع التي اقامتها كلية بيت لحم للكتاب المقدس تحت عنوان رئيسي " المسيح امام الحاجز"، ليخبر العالم بطبيعة المعاناة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني جراء الاحتلال. وعناوين فرعية تحمل للعالم رسالة المسيح. من هنا ساتطرق في الحديث عن الاربع مؤتمرات منذ عام 2010 وحتى 2016:

1. اللاهوت في خدمة السلام والعدل - 2010

رجال الله هم رجال سلام، بل هم صناع السلام، هذه كانت رسالة المؤتمر الاول للمسيح على الحاجز. لقد ارسلت الكنيسة الفلسطينية للعالم من خلال هذا المؤتمر رسالة واضحة تقول "ان كنت تريد ان تكون بحسب قلب الله فعليك ان تعمل من اجل سلام الله العادل،  وهذا ما اراد ان يوصله لنا الرسول بولس في رسالته الى اهل فيليبي 3: 7 - 8" وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. 8 أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا". من خلال الايات يتضح لنا امرا ينبع من السلام السماوي الذي يعطينا اياه الله، الا وهو اننا نصبح في حياتنا نسعى الى كل ما هو حق وجليل وعادل وطاهر ومسر. وهنا وضح المؤتمر للمؤتمرين قائلا " يا من تحملون رسالة الخلاص والتي تحمل المحبة والسلام، لا تنسوا صنع العدل لتنصفوا كل مظلوم ومقهور".

2. الرجاء وسط الصراع - 2012

فرحين في الرجاء، صابرين في الضيق، مواظبين على الصلاة ( روميه 12: 12) لقد عاشت الكنيسة الفلسطينية والكنيسة في العالم، في الم كبير وسط العديد من التحديات والصراعات منذ بدايتها وحتى يومنا هذا. وهنا كانت رسالة المؤتمر في 2012،  بالرغم من كل الصراعات التي مرت بها الكنيسة الا ان الكنيسة لها رجاء في المسيح. فالذي وعد هو يفي. ايضا ارسل رسالة اخرى للعالم فبالرغم من الموت والقتل والتشريد الذي نراه كشعب فلسطيني الا اننا ككنيسة فلسطينية لنا رجاء في مخلصنا يسوع.

3. ليات ملكوتك - 2014

حين يختار اسم كهذا لمؤتمر فهذا يعكس ادراك تام لمعنى ملكوت الله ووبساطه فان الرسالة هنا هي رسالة توبه ورجوع للرب، وذلك لان ملكوت الله مرتبط في التوبة والخلاص. اذ يقول الكتاب المقدس: ابتدا يسوع يكرز ويقول : «توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات»( متى 4: 17)

4. الانجيل في مواجهة التطرف الديني:

ما اقسى ما يحدث في العالم اليوم بحق المسيحين من قتل وتهجير، ولكن للاسف يقف العالم في مواجهة داعش لانها صنفت كمنظمة ارهابية تتضهد المسيحين وبعض المسلمين وتقتلهم تحت اسم الدين الاسلامي. وبتناسى العالم ان اسرائيل ايضا تتخذ نفس الاسلوب لتسلب الفلسطينيين ارضهم وتقتل ابنائهم. يغفل العالم عن ان ما يحصل في فلسطين اليوم هو تحت غطاء تطرف ديني " اليهود اصحاب الارض لانهم شعب الله المختار وهم".

هذا تماما تطرف ديني لا يختلف بتاتا عن ما تصنعه داعش. لذلك للكنيسة دور في مواجهة هذا التطرف من خلال كلمة الله في الكتاب المقدس. اذ يعلم الرسول بولس في روميه 10: 12 " لانه  

لا فرق بين اليهودي واليوناني، لان ربا واحدا للجميع، غنيا لجميع الذين يدعون به. "

وايضا " ليس يهودي ولا يوناني. ليس عبد ولا حر. ليس ذكر وانثى، لانكم جميعا واحد في المسيح يسوع" ( غلاطيه 3: 28) وهذا درس ورسالة اوصلتها الكنيسة الفلسطينية للكنيسة في العالم والتي طالما دعمت اسرائيل على اساس انها هي الشعب اليهودي الذي اختاره الله لنفسه وغفلت ان خطيه اسرائيل واليهود اليوم تحتاج الى توبة لترجع ضمن شعب الله.

 

ايضا لا انسى مؤتمر المسيح امام الحاجز للشباب والذي حمل عنوان " الكوفية والصليب" والذي هدف لتوعيه شبابنا الفلسطيني عن الواقع الذي نعيش به كمسيحين فلسطينين ودورنا المهم في هذا المجتمع.

في الختام اريد ان اوضح حين نتحدث للعالم عن المنا كشعب فلسطيني وكنيسة فلسطينية ليس لنا هدف سياسي بل هدفنا يصب في تتميم مشيئة الله التي اوجدنا لاجلها. واصلي من اجل عيون كثيره غفلت عن هذه الحقيقة، اصلي ان يفهم الجميع ان الرؤيه هي لاهوتيه لاجل الخلاص وليست لاجل ارض وسياسة. 

اشكر الله اخيرا من اجل الكنيسة الفلسطينية والرسالة التي تقدمها للعالم وبالاخص كلية بيت لحم للكتاب المقدس والتي لي الشرف اني كنت احد خريجي هذه المدرسة اللاهوتية لابناء شعبنا وللعالم اجمع والتي تصرخ في كل مكان " اعدوا طريق الرب"

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع