• قادة مسيحيون عرب ينتقدون مؤسسة مسيحية صهيونية - داود كُتّاب
قادة مسيحيون عرب ينتقدون مؤسسة مسيحية صهيونية - داود كُتّاب

شن قادة مسيحيون عرب هجوم على مؤسسة مركزها إسرائيل وتدعي انها تمثل المسيحيون المؤيدون لإسرائيل. قادة مسيحيين من الطائفة المعمدانية في فلسطين والأردن هاجم المؤسسة والحركة الصهيونية المسيحية المعادة للشعب الفلسطيني.

وكانت مؤسسة مركزها القدس الغربية أصدرت قائمة 50 شخصية مؤيدة لإسرائيل على رأسها بولا وايث مستشارة البيت الأبيض ورئيس مجلس استشاري مسيحي في إدارة ترمب.

السفير عيسى قسيسية ممثل فلسطين في حاضرة الفاتيكان وعضو اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنسية قال لـ عمان نت أن على  المسيحيين حول العالم التعاون مع الكنيسة المحلية. "عليهم التحالف مع الحجارة الحية في الأراضي المقدسية وعليهم معرفة ان المسيحيون المحليون في تناقص شديد" قسيسية طالب السماع للصوت الداعي للعدالة والسلام ولدعم حل الدولتين بدل من دعم أصوات متطرفة غير جادة في البحث عن السلام العادل."

يقول القس اليكس عوض وهو من الطائفة الانجيلية في فلسطين ان القائمين على مؤسسة  Israel Allies Foundation  هم من المرائيين ودعاة الحرب. وأكد عوض في لقاء مع عمان نت أن المجموعة التي يترأسها جوش برينستين رئيس تجمع مسيحي في الكنيست الإسرائيلي ومنتج برنامج تلفزيوني "يسعى وراء المال" ويفيد موقع المؤسسة المذكورة أن رئيسها يدير شركة تسويق عالمية وشركة علاقات عامة في إسرائيل. محاولات الاتصال برينستين باءت بالفشل.

عوض قال ان القادة المعلن اسمهم محبي لإسرائيل هم عمليا محبي لنفسهم ومؤسساتهم وكتبهم وبرامجهم التلفزيونية. "يعرفون اين توجد الأموال وهم يسعوا ورائها،" يقول القس عوض خادم الكنيسة المعمدانية في القدس الشرقية سابقا وعميد الطلبة سابقا في كلية بيت لحم للكتاب المقدس. ويعتبر عوض ان هؤلاء القادة المسيحيون لهم نقطة عمياء فيما يخص العدالة للفلسطينيين والعرب والمسلمون في حين يعتبرون ان إسرائيل دائما على حق والفلسطينيين دائما في الخطأ. اقتبس القس عوض من انجيل متى الآية التالية: "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ."

اما القس اللوثري منذر اسحق ومدير مؤتمر المسيح على نقطة التفتيش فيقول "إن القائمة لمؤيدي إسرائيل تعكس التأثير الكبير والمؤسف للصهيونية المسيحية على سياسة الشرق الأوسط والصراع الفلسطيني الإسرائيلي” لا أدرى إذا كان يعرف هؤلاء المسيحيون مدى الضرر الذي يتركوه على شهادتنا وحضورنا في الأرض. أنهم يشكلون خطرا وجوديا على حضورنا" يقول اسحق. ويضيف أن من هم وراء تلك القائمة يجهلون كلياً الواقع الفلسطيني ولا يهتموا بموقف قادة الكنائس في القدس او العديد من الحركات المسيحية والنشطاء المسيحيون. أن اهتمامهم محصور فقط أجندتهم السياسية والشخصية."

تقول مؤسسة التحالف مع إسرائيل ان هدفها "حشد الدعم لإسرائيل" وتدعي ان دولة إسرائيل الحديثة هي تتمة لنبوات التي وعد فيها الله أرض إسرائيل للشعب اليهودي." كما وتقول المؤسسة أنها تعمل على "بناء شبكة عالمية المشرعين في أنحاء العالم لتأييد إسرائيل كما وتعمل لتمكين تجمعات ايمانية للدعم السياسي لإسرائيل وبناء شبكات تواصل مباشرة بين الحكومة الإسرائيلية وقادة عالميون.

يقول سهيل مدانات رئيس الطائفة المعمدانية في الأردن ان "مصطلح "الانجيليين" أو ال Evangelicals اليوم واسع ومتنوع جداً في أمريكا. الإنجيلين عدة طوائف وعقائد، أحدهم يؤيد الكيان الصهيوني في فلسطين بناء على فهم مغلوط ومُسيّس للكتاب المقدس. كثيرون غيرهم من الإنجيليين، وهم في ازدياد مضطرد، يؤيدون ويدعمون الحق العربي في فلسطين، ربما أكثر من العرب أنفسهم. والمشكلة ليست فيما يسميه كثيرون "التفسير الحرفي" للكتاب للمقدس ولكن في التفسير المُسَيَّس للكتاب المقدس. أنا مسيحي إنجيلي عربي، أؤمن بالتفسير الحرفي للكتاب المقدس (وإلا لغدا كتاب أدب رمزي لا يسمن ولا يُغني)، وفي الوقت نفسه أنا شخص وطني، قومي عربي، وطبعاً مع الحق الفلسطيني،

يقول سهيل مدانات المولود في القدس أنه أول من خرج في مظاهرة عربية في القدس (مع مدرسة المطران هناك) ضد الاحتلال وموقف الطفولة ذاك لم يتغيّر. الله إله عدالة وحق، لا يقبل الظلم والعنف والتشريد."

وقد يكون أكثر أمر مزعج للمسيحين الشرق وجود قس فلسطيني في القائمة حيث تم تخصيص الموقع الـ 26 في القائمة للقس الدكتور نعيم خوري من بيت لحم. يقول القس اليكس عوض انه حزن لرؤية اسم نعيم خوري. "كنت اعرف القس نعيم خوري لسنوات واعرف انه مستعد ان يقول ويعمل أي شيء للحصول على دعم المسيحيين الصهاينة." ويعتبر عوض ان نعيم خوري يشارك الصهاينة المسيحين "ليس فقط في محبة إسرائيل ولكن في كراهية للمسلمين."

كما احتج عوض بشدة لما جاء في تعريف نعيم خوري من قبل المؤسسة الصهيونية بقولهم انه "مؤسس أكبر كنيسة في إسرائيل والمناطق الفلسطينية." يقول عوض أن ذلك ادعاء "كاذب يبدوا انه مبني على معلومات خاطئة يوفرها لهم." ويقول عوض ان بعض الصهاينة المسيحيون يعرفوا عن فساد خوري ولكنه صامتون عنها كما يصمت اخوتهم واخواتهم في الولايات المتحدة عند تعاملهم مع ترامب."

القس منذر اسحق كان له انتقاد حاد أيضا للشخصية رقم 26 على القائمة. "ان القس نعيم خوري لا يمثل سوى نفسه. انه ليس متوافقا حتى مع القادة الإنجيليين الفلسطينيون في مجتمعه وفي فلسطيني وفي إسرائيل وفي العالم."

لم نتمكن من التواصل مع القس نعيم خوري الذي يعاني من إصابة حادة بالكورونا وهو على فراش الشفاء ولكن أصدقاء له قالوا ان لا علاقة له بما نشر على القائمة  المؤيدة لإسرائيل المذكورة ولم يكن يعرف بها.

 

 

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع