
لو كان نيل الخلاص أن أبكي في اليوم الواحد ثمانية ساعات، لفعلتها كي أغسل جسدي من ذنوبي؟ لو كانت عيوني قادرة بدموعها أن تغسل خطاياي لكنت كل يوم أبلل فراشي بها حتى الصباح؟ لو كنت أعلم علم اليقن أني بأعمالي قادر على التبرر والنجاة بروحي من الآثام ونيل الخلاص، لكنت أعمل الخير في اليوم ستة عشر ساعة متواصلة؟ لو كنت أقدر بالمال أن أخلص نفسي من آتون النيران، لكنت أعشر تسعين بالمئة من دخلي الشهري؟ لو كنت أقدر أن أنقذ نفسي من براثم الخطيئة المميتة، لكنت أقضي الليل بائتًا في المقبرة التي ناما في تربتها والديَّ على رجاء القيامة؟ لو كنت أثق أني سأحصل بعمل يديَّ على مكان في منزل من منازل الملكوت "فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا،" (يوحنا 14: 2)، لكنت خدمت الكنيسة أربع وعشرين ساعة في اليوم؟ لو كنت أعرف أني بسلوكي سأذهب بعد موتي إلى الفردوس، لزهدت في حياتي؟ لو كان الاعتزال عن العالم ينجيني من الأثم، لسكنت مغارة بجانب مزار القديس مار عوديشو، بل لعملت ساعورًا متنقلًا بين مزارات قديسي وطني الأرضي العراق؟ لو كانت الشهادة من أجل الآخرين تمنحني موافقة الدخول إلى الفردوس، لحملت السلاح وحاربت الأشرار؟ لو أن الصلاة تخلصني من كل آثامي، لسكنت الكنيسة دون أن أبرحها؟ لو أن في الصوم نجاة من شهوات وملذات الدنيا، لصمت عن كل طعام وفطرت خبزًا مدى حياتي؟ لو أن الصمت ينجيني من الخطية لفطمت لساني عن النطق؟ لو أن مَن يملك بيتًا على الأرض ويمنحه للفقراء، لكنت فعلت ذلك لكي أحصل على منزل في الفردوس؟
لا يمكن أن نتبرر بذواتنا مهما عملنا من أعمال تمت إلى الخير بصلة، لأن أي عمل حسن لن يمحي إثمًا ما، بل بهذا نمحي خطة الفداء التي قدمها يسوع لكي نخلص. بل نقف ضد قصد الله فينا الذي أحبنا "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." (يوحنا 3: 16). لذلك لا يمكن أن نتبرر بأعمالنا مهما غلبنا الناموس، الذي لن يقوى على تخليصنا، بل بالإيمان بيسوع المسيح "لأن غاية الناموس هو بر يسوع المسيح." [1] لن تجدي نفعًا كل الأعمال الخيرة لو واظبت على تقديمها، لأنها لن تقوى على تخليصي لأن "وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ." (أعمال الرسل 4: 12).
إذا كي أنال الخلاص، علي أن أتبرر بإيماني بيسوع المسيح، ليس عن استحقاق فيَّ بل بنعمة يسوع المسيح. إذا لو أراد المؤمن من بيننا أن ينجو من عقوبة الموت الثاني ويولد من جديد، أن يهرع إلى التوبة "فَتُوبُوا وَارْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ، لِكَيْ تَأْتِيَ أَوْقَاتُ الْفَرَجِ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ." (أعمال الرسل 3: 19).
المحامي، مارتن كورش تمرس لولو
[1] مساق الرسالة إلى رومية- صيف 2025 كلية اللاهوت بيت لحم