• كلمة لروح الراحلة كارولين بطرس زيدان - بقلم عصام نسيب عودة
كلمة لروح الراحلة كارولين بطرس زيدان - بقلم عصام نسيب عودة

في خضم أزمة تعبرها المسكونة، وبينما العالم يقف حائرا امام وباء قاتل، ووسط أيام فيها نحيي أعظم حدث في التاريخ، موت وقيامة المسيح، إذ بنا نفجع بخبر لم يكن في الحسبان، فيعصف بقلوبنا ويمزقها، كذا يسيل دمعنا معتصرا ألما لرحيل اخت عزيزة وشابة يافعة مملوءة بالحياة والرجاء والإيمان، والبسمة لا تفارق محياها... بسمة فرح المسيح وسلامه العجيب الذي يفوق كل عقل ...


نعم - معرفتي بالأخت الراحلة ليست بكثيرة، ولكني كنت اتردد على الكنيسة التي انتمت اليها، كنيسة الاتحاد في البلدة القديمة بينما كنت على مقاعد الدراسة الجامعية في القدس، وطبعا تعرفت بزوجها الاخ الحبيب يوسف والاخوة الأحباء الذين ترددوا على الكنيسة، فكانوا سبب تشجيع وتعزية لي بينما كنت بعيدا (جغرافيا) عن كنيستي في كفرياسيف، وزرتهم في بيوتهم وتشاركنا الأحاديث الجميلة ...


مرت الايام وكل رجع إلى خاصته، ولكن من المؤكد أن الرابط الروحي والأخوي لا يزول، فنحن عائلة المسيح الواحدة، مهما كان البعد، ومصاب كل أخ/ت يؤلم الاخر، فإن كان عضو يتألم فجميع الاعضاء تتألم معه، ونحن نشترك مع أخينا المحبوب يوسف وعائلته بالمصاب الجلل وهذا السيف الذي اجتاز في أعماق قلوبهم.

بحثت عن كلمات لأعزي بها العائلة في هذه المحنة، فلم أجد إلا كلمات الرب يسوع لأرملة نايين عند جنازة ابنها الوحيد: "لا تبكي"، وكأن الرب يقول لها: انا هو القيامة والحياة، من امن بي وان مات فسيحيا، فكيف يسود الموت ويسوع في الموكب، فلا مكان للموت بوجود يسوع الحي، ويحضرنا في هذا المقام اعلان الشونمية: "سلام"، على الرغم من كون ابنها الوحيد ميتا، ونشترك في هذا الظرف العصيب مع مريم ام يسوع وهي ترى ابنها معلقا بين أرض وسماء وقلبها يحترق والسيف يخترق أعماقها...


في هذا الظرف العسير لك يا يوسف أن تشترك مع ألم أرملة نايين على ابنها الوحيد، ومع صرخة المرأة الشونمية على وحيدها، ومع آلام الله الآب على ابنه الوحيد يسوع ساعة صلبه وموته، واعلم يقينا أن هذا الموت ليس للهلاك، لا بل هو على رجاء قيامة ربنا وفادينا الحبيب يسوع، هو الذي أقام ابن أرملة نايين، هو الذي أحيا ابن الشونمية وهو الذي قام من الأموات وغلب الموت بالموت، وأقامنا جميعا وأجلسنا معه في السمويات فوق كل سيادة ورياسة وسلطان ...




طوبى لك يا كارولين انك أكملت السعي وحفظت الايمان، واخيرا قد وضع لك اكليل البر، الذي وهبه لك الرب في ذلك اليوم، الرب الديان العادل، وليس لك فقط، بل لجميع الذين يحبون ظهوره ايضا.


طوبى لك يا يوسف انك اشتركت في الام الله الآب على وحيده الحبيب يسوع، واحتملت هذا السيف الذي مر في نفسك كما اخترق قلب مريم، واعلنت سلام المسيح كالشونمية على الرغم من رحيل ابنها. يقول لك يسوع: "لا تبك، انا معك يا بطل، انا اعينك واعضدك ... انا لست اله أموات بل اله أحياء ... وكارولين معي في راحتي الابدية تنعم بما أعددته لها"...


وفي هذا المقام نشد على يد يوسف والعائلة، ونهتف مع بولس ونقول: "20 حسب انتظاري ورجائي اني لا اخزى في شيء، بل بكل مجاهرة كما في كل حين، كذلك الان، يتعظم المسيح في جسدي، سواء كان بحياة ام بموت.21 لان لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح"...


الرب يعزيكم ويشددكم ويقويكم اخونا المحبوب والزوج الفاضل يوسف، أولاده كارلوس وسلينا، والد كارولين السيد سليم ووالدتها السيدة كميليا، شقيقها جوني وشقيقاتها تالا ومجدولين ومدلين وكرستين، وطبعا العائلة الموسعة والاخوة في الكنيسة....


كارولين سبقتنا للأمجاد، فطوبى لها أنها تنعم الآن برؤيا المسيح وفي دفء أحضان حبيبها يسوع.

 

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع