
نبوءات العهد القديم وتحققها
هدف هذه الدراسة: إن هدف هذه الدراسة هو البحث في العلاقة بين شعب إسرائيل والكنيسة، مع التأكيد أن نبوءات العهد القديم قد وجدت معانيها، وتحققت في الرب يسوع المسيح والعهد الجديد الذي بدأه.
لماذا هذه الدراسة؟
إن العلاقة بين شعب إسرائيل والكنيسة، كما يقدّمها الكتاب المقدس، هي موضوع معقد ومثير للجدل في كثير من الأحيان، وله العديد من وجهات النظر اللاهوتية المختلفة. قد يكون الرأي الذي سأقدمه جديدًا على البعض، ولكنه مدعوم من قبل عدد من اللاهوتيين المحترمين. هذه الدراسة هي ملخّص لبعض المواضيع التي نشرتها في كتابين كتبتهما، وهما: "من هو شعب الله"، و "اللاهوت التدبيري تحت المجهر".
في البدء، أريد أن أُؤكد على قاعدتين أساسيتين مهمتين:
- يجب فهم كتب العهد القديم على ضوء العهد الجديد، وليس العكس.
- كان إعلان الله إعلاناً تدريجياً، وصل إلى قمّته في شخص المسيح والعهد الجديد.
أولاً، دعونا نتأمل بنبوءات العهد القديم حول مجيء المسيح.
1. الوعد بالمُنقِذ أو المُخلّص
منذ البداية، وعد الله بمُنقِذ يسحق رأس الحية. يقول سِفر التكوين 3: 15: "وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ". هذه نبوءة واضحة لمجيء المسيح الذي سيهزم الشيطان من خلال موته وقيامته.
2. الوعود لإبراهيم
غيَّر الله اسم أبرام إلى إبراهيم لأنه سيصبح أبًا لأمم كثيرة. يقول سِفر التكوين 17: 4-5: "أَمَّا أَنَا فَعَهْدِي مَعَكَ، وَتَكُونُ أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ. فَلاَ يُدْعَى اسْمُكَ بَعْدُ أَبْرَامَ بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إِبْرَاهِيمَ، لأَنِّي أَجْعَلُكَ أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ".
يوضح العهد الجديد هذا الوعد في غلاطية 3: 7-8: "إِذًا تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الإِيمَانِ، أُولَئِكَ هُمْ بَنُو إِبْرَاهِيمَ. وَكِتَابُ اللهِ إِذْ سَبَقَ فَرَأَى أَنَّ اللهَ يُبَرِّرُ الأُمَمَ بِالإِيمَانِ، سَبَقَ فَبَشَّرَ إِبْرَاهِيمَ قَائِلاً: «فِيكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ الأُمَمِ»" (التكوين 12: 3).
من هو نسل إبراهيم؟
هذا الوعد لإبراهيم - بأن جميع الأمم ستتبارك به - يظهر ثلاث مرات في سِفر التكوين (12: 3؛ 18: 18؛ 22: 18). يشرح الرسول بولس معنى هذه الآيات في غلاطية 3: 16: "وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ لإِبْرَاهِيمَ وَلِنَسْلِهِ. لاَ يَقُولُ: «وفي اِلأَنْسَالِ» كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ: «وفي َنَسْلِكَ» الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ". على الرغم من هذا الشرح الواضح، لا يزال الكثيرون يعتقدون خطأً أن البركات ستأتي من خلال الشعب القديم، بدلاً من الرب يسوع المسيح.
3. الوعد بملك من سُلالة داود
انتظر الإسرائيليون ملكًا من نسل داود يملك إلى الأبد.
أولاً: أُعطي هذا الوعد لأول مرة للملك داود نفسه في صموئيل الثاني 7: 12، 16: "مَتَى كَمُلَتْ أَيَّامُكَ وَاضْطَجَعْتَ مَعَ آبَائِكَ، أُقِيمُ بَعْدَكَ نَسْلَكَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ وَأُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ... وَيَكُونُ بَيْتُكَ وَمَمْلَكَتُكَ ثَابِتَيْنِ إِلَى الأَبَدِ أَمَامَكَ. كُرْسِيُّكَ يَكُونُ ثَابِتًا إِلَى الأَبَدِ".
ويكرر المزمور 89: 3-4 هذا الوعد: "قَطَعْتُ عَهْدًا مَعَ مُخْتَارِي، حَلَفْتُ لِدَاوُدَ عَبْدِي: إِلَى الدَّهْرِ أُثَبِّتُ نَسْلَكَ، وَأَبْنِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ كُرْسِيَّكَ". وبينما حقق الملك سليمان هذا الوعد جزئيًا، كان القصد منه في نهاية المطاف أن يتم تحقيقه من خلال يسوع المسيح.
تحقق النبوءة في المسيح
ثانياً: وقد أُعطي الوعد نفسه أيضًا للنبي إشعياء. ففي إشعياء 55: 3-5، يقول الله: "أَمِيلُوا آذَانَكُمْ وَهَلُمُّوا إِلَيَّ. اِسْمَعُوا فَتَحْيَا أَنْفُسُكُمْ. وَأَقْطَعُ لَكُمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا، مَرَاحِمَ دَاوُدَ الصَّادِقَةَ. هُوَذَا قَدْ جَعَلْتُهُ شارعاً لِلشُّعُوبِ، قَائِدًا وَمُوصِيًا لِلشُّعُوبِ. هَا أُمَّةٌ لاَ تَعْرِفُهَا تَدْعُوهَا، وَأُمَّةٌ لَمْ تَعْرِفْكَ تَرْكُضُ إِلَيْكَ، مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ إِلَهِكَ وَقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُ قَدْ مَجَّدَكَ". يُظهر هذا المقطع بوضوح أن المسيح، الملك الآتي من نسل داود، سيكون قائدًا لجميع الأمم، وليس فقط لشعب إسرائيل.
يقدّم إشعياء نبوءة أخرى واضحة جدًا حول ميلاد هذا الملك والمخلص في إشعياء 9: 6-7: "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلَهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ، لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ، مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ". هنا، نجد التأكيد الواضح بأن المسيح سيملك على عرش داود إلى الأبد.
كرّر الملاك جبرائيل هذه النبوة للعذراء مريم في لوقا 1: 31-33: "وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هَذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ".
وهذا يوضح أن المسيح، وفقًا لكل من النبي إشعياء والملاك جبرائيل، سيجلس على عرش الملك داود ويملك إلى الأبد. ومع ذلك، فإن الأسئلة التي تثار هي: هل جلس المسيح فعلاً على عرش داود خلال مجيئه الأول؟ متى وكيف حدث هذا؟ سأجيب عن هذه الأسئلة في دراستي القادمة.
نبوءات إرميا وحزقيال
ثالثاً: كما أُعطيت هذه النبوة للنبيين إرميا وحزقيال. ففي إرميا 23: 5، يعلن الله: "هَا أَيَّامٌ تَأْتِي... وَأُقِيمُ لِدَاوُدَ غُصْنَ بِرٍّ، فَيَمْلِكُ مَلِكٌ وَيَنْجَحُ، وَيُجْرِي حَقًّا وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ". هنا، المسيح هو غُصن البر، والملك.
وبالمثل، في حزقيال 34: 23-24، يقول الله: "فَأُقِيمُ عَلَيْهِمْ رَاعِيًا وَاحِدًا، عَبْدِي دَاوُدَ، فَيَرْعَاهَا... وَأَنَا الرَّبُّ أَكُونُ لَهُمْ إِلَهًا، وَعَبْدِي دَاوُدُ رَئِيسًا فِي وَسَطِهِمْ". هذه إشارة أخرى إلى المسيح باعتباره الراعي والرئيس الأوحد. من الواضح أن الله لن يقيم الملك داود من الأموات ليكون الراعي والملك.
أهمية نبوءات دانيال
تُعد نبوات دانيال ذات أهمية بالغة، على الرغم من أنها أربكت الكثيرين وأدت إلى افتراضات خاطئة.
4. نبوءات دانيال عن المسيح وملكوت الله
سأبدأ بحلم الملك البابلي نبوخذنصّر في دانيال 2: 31-45، كما شرحه النبي دانيال: حيث يُظهر الله للملك تمثالاً يمثل أربع ممالك أو امبراطوريات متعاقبة حتى مجيء المسيح. يمثل الرأس من ذهب المملكة البابلية (606 ق.م)، والصدر والذراعان من فضّة المملكة الفارسية (539 ق.م)، والبطن والفخذان من نحاس المملكة اليونانية (333 ق.م)، والساقان من حديد، والقدمان من حديد وخزف المملكة الرومانية (146 ق.م).
تحقق النبوءة في المسيح
شرح دانيال للملك هذا الحلم فقال: بعد ذلك، يضرب حجر "قُطِعَ بِغير ِيَدَيْنِ" التمثال، ويسحقه إلى قطع، ويصبح جبلاً عظيمًا يملأ الأرض كلها(راجع دانيال34:2-36). وأوضح دانيال للملك معنى هذا الحجر في دانيال 2: 44: "وَفِي أَيَّامِ هَؤُلاَءِ الْمُلُوكِ، يُقِيمُ إِلَهُ السَّمَاوَاتِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَدًا، وَمَلِكُهَا لاَ يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ، وَتَسْحَقُ وَتُفْنِي جَمِيعَ هَذِهِ الْمَمَالِكِ، وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ".
هذه نبوءة واضحة حول تاريخ العالم من المملكة البابلية إلى المملكة الرومانية، وفي ذلك الوقت سيأتي المسيح ويؤسس ملكوت الله. يقول النص: "وَفِي أَيَّامِ هَؤُلاَءِ الْمُلُوكِ، يُقِيمُ إِلَهُ السَّمَاوَاتِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَدًا". ليس هناك شك في أن المسيح جاء وأعلن ملكوت الله في زمن المملكة الرومانية الرابعة. يعتقد بعض اللاهوتيين خطأً أن المسيح أجَّل ملكوت الله حتى مجيئه الثاني. ينشأ هذا الارتباك لأن العهد القديم لا يتحدث أبدًا عن مجيئين للمسيح.
النبوءة الثانية في سفر دانيال (الأصحاح السابع)
يقدّم دانيال في الأصحاح السابع رؤيا أخرى للممالك الأربع نفسها، ممثّلة هذه المرة كحيوانات: أسد، ودب، ونمر بأربعة رؤوس، وحيوان رابع بعشرة قرون. ثم يكتب دانيال في الآيات 13-14: "كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ".1
هذه صورة واضحة للمجيء الأول ليسوع المسيح: صعد إلى السماء، وجلس عن يمين الله، وأُعطي السلطان والمجد والملكوت. جميع الشعوب والأمم والألسنة تتعبد له، وملكوته أبدي. وهذا يؤكد الوعود لإبراهيم وإشعياء بأن المسيح سيكون لجميع الأمم. وهنا أيضا مع الأسف، يعتقد بعض اللاهوتيين، المتمسكين بما نسميه "لاهوت التأجيل"، أو اللاهوت التّدبيري، أن هذه النبوءة لن تتحقق إلا عند المجيء الثاني للمسيح.
في دانيال 7: 27، تستمر النبوءة: "وَالْمَمْلَكَةُ وَالسُّلْطَانُ وَعَظَمَةُ الْمَلَكُوتِ تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ تُعْطَى لِشَعْبِ قِدِّيسِي الْعَلِيِّ. مَلَكُوتُهُ مَلَكُوتٌ أَبَدِيٌّ، وَجَمِيعُ السَّلاَطِينِ إِيَّاهُ يَعْبُدُونَ وَيُطِيعُونَ". هنا، يشير شعب قديسي العلي من جميع الأمم وبشكل واضح، إلى الكنيسة باعتبارها شعب الله.
نبوءة السبعين أسبوعاً
أخيرًا، يحتوي سفر دانيال 9: 24-27 على نبوءة هامة أخرى تعطينا توقيت مجيء المسيح. تُعرف هذه باسم نبوءة "السبعين أسبوعًا لدانيال".
تنص الآية 24 على ما يلي: "سَبْعُونَ أُسْبُوعاً قُضِيَتْ عَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى مَدِينَتِكَ الْمُقَدَّسَةِ لِتَكْمِيلِ الْمَعْصِيَةِ وَتَتْمِيمِ الْخَطَايَا وَلِكَفَّارَةِ الإِثْمِ وَلِيُؤْتَى بِالْبِرِّ الأَبَدِيِّ وَلِخَتْمِ الرُّؤْيَا وَالنُّبُوَّةِ وَلِمَسْحِ قُدُّوسِ الْقُدُّوسِينَ".
هذه نبوءة واضحة جدًا حول توقيت مجيء المسيح. كل هذه الحقائق - تكميل المعصية، وتتميم الخطايا، وكفارة الإثم، والإتيان بالبر الأبدي، وختم الرؤيا والنبوءة، ومسح قدوس القديسين - تشير إلى مجيء المسيح وإكمال عمله. تشير عبارة "شَعْبِكَ" إلى شعب إسرائيل، و "مَدِينَتِكَ الْمُقَدَّسَةِ" إلى أورشليم. من الواضح أن "قُدُّوسِ الْقُدُّوسِينَ" يشير إلى يسوع المسيح، الذي سيكون له كل السلطان.
تمثّل السبعون أسبوعًا 490 عامًا (7 × 70). يعتقد العديد من اللاهوتيين أن النبوءة بدأت في عام 458 قبل الميلاد. تنقسم النبوءة إلى ثلاثة أقسام: سبعة أسابيع، بالإضافة إلى 62 أسبوعًا (إجمالي 69 أسبوعًا)، ثم أسبوع أخير واحد. انتهت الأسابيع الـ 69 حوالي 25-26 ميلادية، عندما بدأ المسيح خدمته. وقد تحقق الأسبوع الأخير من خلال خدمة المسيح.
تحقق نبوءة الأسبوع السبعين
تصف الآية 27 هذا الأسبوع السبعين الأخير: "وَيُثَبِّتُ عَهْدًا مَعَ كَثِيرِينَ فِي أُسْبُوعٍ وَاحِدٍ. وَفِي وَسْطِ الأُسْبُوعِ يُبْطِلُ الذَّبِيحَةَ وَالتَّقْدِمَةَ". يعتقد العديد من مُفسّري الكتاب أن هذه نبوءة واضحة عن المسيح، الذي أسس عهدًا جديدًا مع الكثيرين بدمه (متى 26: 28)، ومن خلال إكمال عمله الفدائي، أبطَل الحاجة إلى ذبائح وتقدمات الهيكل. ومع ذلك، يؤجل البعض هذا الأسبوع الأخير خطأً، حتى نهاية التاريخ، تمامًا كما يؤجلون ملكوت الله.
رجســـة الخــــراب
تتحدث الآية 26 بوضوح شديد عن الذي سيأتي ليدمّر المدينة والمقدس: " وشعب رئيس اّتٍ يُخرِبُ المدينة والقُدسَ، وَانْتِهَاؤُهُ بِغَمارةٍ، وَإِلَى النَّهَايَةِ حَرْبٌ وَخِرَبٌ قُضِيَ بِهِا". تشير هذه النبوءة إلى أنطيوخس الرابع أبيفانيس، وهو رئيس أتى من المملكة اليونانية، وكان يحكمُ سورية، وعُرف بملك الشمال، الذي دمّر أورشليم في عام 167 قبل الميلاد، ودنّس المَقدِس بتقديم خنزير، وهو حدث يُعرف باسم "رجسة الخراب" (الموصوف بالتفصيل في دانيال الأصحاح 31:11). ويحتفل اليهود بعيد تحرير الهيكل الهاناكا حتى هذا اليوم. يفسّر بعض اللاهوتيين أيضا هذه النبوءة، بتطبيقها على حدث دمار أورشليم والهيكل عام 70 ميلادية على يد تيطس الروماني، الذي تنبأ به المسيح في بشارة متى 24.
هنا نجد مثالا آخر على لاهوت التأجيل، أو اللاهوت التدبيري، الذي يشير إلى أن الأسبوع السبعين سيتحقق في الأيام الأخيرة بعد بناء هيكل ثالث في أورشليم. يعتمد هذا الاعتقاد على تطبيق خاطئ لنبوة المسيح في بشارة متى 24 حول أحداث عام 70 ميلادية.
بعض الحقائق الهامة التي استخلصناها
- نبوءات العهد القديم عن مخلص سيأتي، وملك من نسل داود، وملكوت لله لكل الأمم، قد تحققت في مجيء الرب يسوع المسيح وعمله الفدائي واعلانه لملكوت الله.
- أن نسل إبراهيم هو المسيح. وأن الوعد بالبركة لكل الشعوب قد تحقق من خلاله.
- أكدت نبوءات دانيال أن المسيح هو الذي سيؤسس ملكوت الله في زمن الإمبراطورية الرومانية. وهو ملكوت روحي لكل الشعوب، ثم يصبح ملكوتاً أبدياً.
في المرة القادمة، سنواصل هذه الدراسة بالانتقال إلى العهد الجديد، حيث نتأكد من تحقق هذه النبوءات التي تحدثنا عنها.