• لا تغضب! بقلم المحامي مارتن كورش تمرس لولو
لا تغضب! بقلم المحامي مارتن كورش تمرس لولو

يقول الكتاب المقدس: "وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ،" (متى5: 22) لا حاجة إلى أن تغضب فتنطق بكلمات نابية مؤلمة وجارحة لأقرب الناس إليك. أنا هنا لأقول تحديدا لكل رب عائلة أن لا تتسرع وتستشيط غضبا بسبب مسألة تافهة ممكن حلها بكل سهولة. إن الغضب يودي بوظائف العقل معطلًا إياها عن أداء دورها. لأجل تجنب الغضب علينا التروي ووضع الأعصاب في وضع الراحة والجلوس على أقرب مقعد ويفضل شرب قدح من الماء والتنفس بعمق بعد فتح باب الغرفة والنوافذ لو أمكن، ومن الأفضل الجلوس في صالة البيت بعد إطفاء التلفاز ومن ثم التكلم بهدوء دون رفع الأصوات ليس لكيلا يسمع الجيران أصواتنا بل لكي نفهم بعضنا البعض. إن أحد أسباب الغضب هو الصوت العالي، لذلك ننصح بتخفيضه لكي نتحدث بهدوء، حينئذ نقدر أن نتقبل إستيعاب المشكلة من أجل اختيار الحلول المناسبة لها.

هناك مقولة أرددها دائما (الحلول موجودة ما دامت المشاكل موجودة.) لكن الذي لا يوصلهما ببعضهما هو الغضب الذي يعطل وظائف العقل، وما دامت هذه الأخيرة قد تعطلت! لذلك ترى معضمنا يأخذ بتشغيل أطرافه الأربعة بشكل متعاقب! كأنها تعمل ذاتيًّا مما يؤدي إلى تعقيد المشكلة أكثر وأكثر مما يصعب حلها! لو نفرض أن السيد فلان، قد عطل عقله ودخل هذا الموقف مختارًا بإرادته الحرة تراه يضرب أخماسًا في أسداس ليخرج في اليوم التالي من منزله إلى دائرة عمله، ما أن يجلس أمام مكتبه حتى يستقبله عامل الخدمة، بعد أن يُرحب به، تجذبه ملامح وجهه، حتى يسرع ويسأله مندهشًا وباللهجة العراقية:

  • خير أستاذ بهنام. أكو شيء؟ أشوف وجهك أصفر!

يجيبه السيد بهنام بنفس اللهجة:

  • جيبلي فنجان قهوة الله يخليك.
  • تأمر  أمر جنابك أستاذ بهنام. لكن ما كلتلي ايش بيك؟

وما أن يعود عامل الخدمة مسرعا بالطلبية، حتى يلح بسؤاله! لكن يجيبه السيد بهنام قائلًا له:

  • الله يخليك أتركني. مشكلتي ما لها حل!!

أنا كاتب هذه المقالة أقول لنفسي وللسيد بهنام ولكل قارئ:

  • الحل قريب وموجود! لكن لكي تعثر عليه، عليك أن تترك الغضب.

 

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع