• لطفًا أيها الزوجان - المحامي مارتن كورش تمرس لولو
لطفًا أيها الزوجان - المحامي مارتن كورش تمرس لولو

"لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا."(سفر التكوين 2: 24). لطفا أيها الزوجان خُذا بهذا النص من الكتاب المقدس، بركة ووصية مطبقة في حياتكما الزوجية وفق عهد الزواج، حتى تستطيعا من الوقوف كجدار صلب أمام أية ريح عاصفة غايتها هدم جدران بيتكما، علما أن على الواحد منكما أن لا يعتقد بأن الحياة الزوجية خالية من المشاكل، لكن عليه أن يؤمن أن عهد الزواج مبني على الصخر (متى 7: 24).

أكيد يسأل معظم المتزوجين بعد عدة سنوات من الزواج لماذا ما عدنا سعداء كما كنا في السنوات الأولى من زواجنا؟ ما الذي حصل لنا؟ لكن دون أن يكلف الواحد منهم نفسه بالبحث عن الحلول، عوضًا عن ذلك تراهم يتهمون واحدهم الآخر بأنه سبب المشاكل الزوجية، سواء أ كانت مادية أو اجتماعية أو ثقافية أو يرمي كلاهما سبب المشاكل على الآخرين مثل الأقرباء أو الجيران أو على أصدقائهما. هذا الأسلوب من التهم، يجعل معظم الأزواج يتهربون من حل المشاكل ولا يبحثون عن أسبابها التي حدثت فيما بينهم، مما تؤدي إلى تفاقمها. بل منهم مَن يعتبر مثل هذا البحث لا يجدي نفعا لأنه ما عاد كل شيء مثلما كان في البداية، كُبر العمر ومسؤولية الأولاد والأمور الإقتصادية خاصة طلبات الأولاد. إذا أين غابت الحلول؟ هل يخيب الأمل؟ لا أتصور لو عاد الأزواج إلى محبتهم السابقة إلى السنوات الأولى من الزواج لكي يتمكنا من إيجاد الحل "مُتَذَكِّرِينَ بِلاَ انْقِطَاعٍ عَمَلَ إِيمَانِكُمْ، وَتَعَبَ مَحَبَّتِكُمْ، وَصَبْرَ رَجَائِكُمْ، رَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ، أَمَامَ اللهِ وَأَبِينَا."(1 تسالونيكي 1: 3). الذي يستند على عدة خطوات منها على سبيل المثال: يجلس كل واحد مع نفسه؛ كما يقف أمام المرآة؛ حتى يقدر أن يكشف خطأه حينئذٍ سيتمكن من تجاوزه وعدم تكراره، وهكذا الزوج الآخر. ثم يجلسان مع بعضهما وجها لوجه يتحاوران بهدوء. 
من خلال هذا الموضوع الهام جدًا أقدم بعض النصائح إلى الأزواج:

أولًا: أدعو كل زوجين إلى زيارة الكنيسة بانتظام، كذلك الصلاة سوية في البيت مثلًا يختاران وقتا معينا في اليوم للصلاة معا، تزداد البركة بوجود الأولاد، حتى تبدو صلاة العائلة هذه ككنيسة صغيرة يصلي أعضاؤها بلجاجة وحرارة وإيمان كبير بأن يسوع المسيح "لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ."(متى 18: 20).على الزوجين عدم أخذ العهد على نفسه أو القسم بأنه لن يكرر الخطأ ثانية! لماذا لأن الإنسان بالأساس هو خاطئ "حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟"(متى 18: 22) و"قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ."(متى 22: 25 ). أن الأمر الأهم هو تقديم الإعتذار من قبل الطرف الذي أخطأ بحق شريك عمره. يفضل إجراء الحوار خارج جو المنزل ويا ريت يتم إختيار الأماكن التي كانا يلتقيان فيها الزوجان أيام الحب أو الخطوبة أو السنوات الأولى من الزواج.

ثانيًا: على الزوجين أن لا يدعا يمر الليل على زعلهما، لأنه في الصباح سينتظر إحداهما من قرينه أن يقدم إعتذاره وقد لا يفعل مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة. تفاقمها يعني الخصام، عدم الكلام، العناد، ربما الغضب الشديد الذي قد يؤدي إلى طريق مسدودة لا سمح الله.

ثالثًا: حينما لا يقوى الزوجان على ايجاد الحلول لمشاكلهما، عليهما الاستعانة بخبرة أحد المقربين منهما، يجب أن يقع اختيارهما على شخص معروف بمحبته للآخرين وغيرته الإيمانية. لن يجدا مثله إلا من بين أعضاء الكنيسة ويا ريت لو يكون راعي الكنيسة شخصيا (رابي قاشا)؛ كي يتدخل ويصلح ما قد فسد. لذلك على الزوجين عند عقد مثل هكذا اجتماع أن ينزويا عن أنظار وأسماع الأولاد، ثم عليهما القبول بحلول ذلك المصلح، انطلاقا من مبدأ (إذا كلا الزوجين لم يتنازلا عن مصالحهما، لن يصلا إلى الهدف المنشود وهو العيش بحب ومحبة).

رابعًا: لطفا أيها الزوجان، تحننا على بعضكما. على الواحد منكما أن لا يعتقد بأنه الأفضل من قرينه حتى لو كان حاملًا شهادة عليا.

خامسًا: لطفا أيها الزوجان، ليقرأ كل واحد منكما عن أبطال وبطلات في الإيمان وردت سيرتهم في الكتاب المقدس، كي يتعلم أكثر عن الحياة الزوجية. كذلك اطلعا على الحياة المسيحية في المواقع المسيحية. مشاهدة برنامج عن الإيمان المسيحي في فضائية مسيحية، أفضل من مشاهدة مسلسل مدبلج.
 

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع